قوله: {خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ (٧)} قرأ ابن عباس وأبو عمرو ويعقوب وحمزة والكسائي وخلف: "خاشِعًا"(١) بالألف على الواحد، وهو الاختيار اعتبارًا بقراءة عبد اللَّه وأبِي رَجاءٍ:{خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ}(٢)؛ أي: ذليلة خاضعة عند رؤية العذاب، وقرأ الباقون:"خُشَّعًا" بغير ألف (٣) على الجمع، قال الفراء (٤) وأبو عبيدة (٥): إذا تأخرت الأسماءُ عن فِعْلِها فَلَكَ فيها التوحيدُ والجَمْعُ والتأنيثُ والتذكيرُ، ويَجُوزُ فِي أسماء الفاعِلِينَ إذا تقدمتْ على الجماعةِ التوحيدُ والجَمْعُ والتأنيثُ، تقول مِنْ ذلك: مَرَرْتُ بِشُبّانٍ حَسَنٍ أوْجُهُهُمْ، وحِسانٍ (٦) أوْجُهُهُمْ، وحَسَنةٍ أوْجُهُهُمْ، قال الشاعر:
(١) وهي قراءة ابن جبير ومجاهد وعاصم الجحدري واليزيدي والحسن والأعمش، ينظر: السبعة ص ٦١٧، ٦١٨، حجة القراءات ص ٦٨٨، البحر المحيط ٨/ ١٧٣، الإتحاف ٢/ ٥٠٦. (٢) ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٤٨، تفسير القرطبي ١٧/ ١٢٩، البحر المحيط ٨/ ١٧٣. (٣) في الأصل: "بالألف". (٤) معانِي القرآن ٣/ ١٠٥، وهو معنى كلام الفراء، وليس نصه. (٥) تكلم أبو عبيدة عن هذا عند تناوله لقوله تعالى: {تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ}، فقال: "والعرب إذا بدأت بالأسماء قبل الفعل جعلت أفعالها على العَدَدِ، فهذا المستعمل، وقد يجوز أن يكون الفعل على لفظ الواحد، كأنه مُقَدَّمٌ ومُؤَخَّرٌ، كقولك: وَتَفِيضُ أعْيُنُهُمْ، كما قال الأعْشَى: فَإنْ تَعْهَدِينِي وَلِي لِمّةٌ... فَإنّ الحَوادِثَ أوْدَى بها ووجه الكلام أن يقول: أوْدَيْنَ بِها، فلما تُوُسِّعَ للقانية جاز على النَّكْسِ، كَأنه قال: فإنه أوْدَى الحَوادِثُ بِها". مجاز القرآن ١/ ٢٦٧ - ٢٦٨. (٦) في الأصل: "حسنة"، وهو خطأ. (٧) البيت من الرَّمَلِ، لأبِي دُؤادٍ الإيادِيِّ، ونُسِبَ للحارث بن دَوْسٍ الإيادِيِّ، ويروى: فِي فُتُوٍّ حَسَنٍ أوجههم =