وأصله من شِدّةِ فَتْلِ الحَبْلِ، يقال: أمْرَرْتُ الحَبْلَ: إذا أحْكَمْتَ فَتْلَهُ (٢)، ومنه قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَا تَحِلُّ الصَّدَقةُ لِغَنِيٍّ، ولا لِذِي مِرّةٍ قَوِيٍّ سَوِيٍّ"(٣)، فمعنى المِرّةِ في الحديث: شِدّةُ أسْرِ الخَلْقِ، وصِحّةُ البَدَنِ التي يكون معها احْتِمالُ الكَلِّ والتعَبِ.
وقال أبو جعفر (٤): حقيقة المِرّةِ في اللغة اعْتِدالُ الخَلْقِ والسَّلامةُ من الآفاتِ والعاهاتِ، فإذا كان كذا كان قَوِيًّا.
(١) البيت من الوافر، لِكُثَيِّرِ عَزّةَ، ونُسِبَ للعَبّاسِ بن مِرْداسٍ، ولِمُعَوِّدِ الحُكَماءِ أبِي رِياشٍ، ويُرْوَى: "أسَدٌ هَصُورُ"، ورواية ديوان العباس: وفِي أثْوابِهِ أسَدٌ مَزِيرُ اللغة: رجلٌ مَرِيرٌ: عاقل، من المِرّةِ وهي القوة وشدة العقل، مَزِيرٌ: مُشْبَعُ العقلِ نافذٌ في الأمور، وجمعه أمازِرُ. التخريج: ملحق ديوان كثير ص ٥٢٩، ديوان العباس بن مرداس ص ١٧٢، العين ٣/ ٢٤٩، مجالس ثعلب ص ١٣٤، معجم الشعراء ص ١٥٢، الجليس الصالح الكافي ١/ ٥٨٥، تهذيب اللغة ٥/ ١١١، ديوان الأدب ٢/ ٢٧٣، الكشف والبيان ٩/ ١٣٦، أساس البلاغة: مزر، تفسير القرطبي ١٧/ ٨٦، الحماسة البصرية ص ٢/ ٢٤٢، التذكرة الحمدونية ٦/ ٤١٠، اللسان: مزر، نحف، اللباب في علوم الكتاب ١٨/ ١٥٩، التاج: مزر، نحف. (٢) قاله أبو عبيد وابن الأعرابِيِّ، ذكر ذلك الأزهريُّ في التهذيب ١٥/ ١٩٥ - ١٩٦. (٣) رواه الإمام أحمد عن عبد اللَّه بن عمرو وأبي هريرة في المسند ٢/ ١٦٤، ١٩٢، ٣٨٩، ٥/ ٣٧٥، وأبو داود في سننه ١/ ٣٦٩ كتاب الزكاة: باب من يُعْطَى من الصدقة، والترمذي في سننه ٢/ ٨٢ أبواب الزكاة: باب ما جاء من لا تحل له الصدقة، والحاكم في المستدرك ١/ ٤٠٧ كتاب الزكاة: باب من تحل له الصدقة. (٤) يعني النحاس، ينظر: إعراب القرآن ٤/ ٢٦٦.