للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ثم أتبعه أن قال (١): قال أبو حاتم: هذا يصحح لمن قال بالقراءة خلف الإمام (٢).

لم يزد على هذا، كأنه رأى هذا من أبي حاتم تصحيحًا له، فترك النظر في إسناده، وهو في الحقيقة ليس بتصحيح له من أبي حاتم، إنما هو بمثابة ما يروي (٣) حديثًا صحيحًا أو سقيمًا، ثم يقول: هذا فيه الحُجَّةُ لمن ذهب إلى كذا؛ يعني: أنه من متعلقاته إن صح، أو حتى يدفع بما يجب دفعه به.

وإلى هذا، فلو كان تصحيحًا من أبي حاتم لوَجَب مع ذلك النظر في إسناده ما يجب مع تصحيح البخاري أو مسلم والترمذي أو غيرهم، فإنما تُقبل الرواية لا الرأي في مسائل الاجتهاد، والحديث المذكور ساقه الدارقطني هكذا:

أخبرنا محمد بن مخلد، حدثنا أبو حاتم الرازي، حدثنا الحميدي، حدثنا موسى بن شيبة، عن محمّد بن كُليب، وهو ابن جابر بن عبد الله، عن جابر. فذكره.

ففيه للبحث موضعان:

أحدهما: هل سمع محمد بن كليب من جده أم لا؟ فإني رأيتُ البخاري لما ذكره إنما قال: يروي عن محمود ومحمد ابني جابر (٤).

فأما زيادة ابن أبي حاتم في كتابه، حيث قال: روى عن جابر ومحمود ومحمد ابني جابر (٥).

فإنما ذلك أخذ من هذا الإسناد، وليس في قوله: «عن جابر» ما يُؤذِنُ بسماعه منه.

والموضع الآخر: موسى بن شيبة، فإنّ ابن حنبل قال: أحاديثه مناكير (٦).


(١) عبد الحق الإشبيلي الأحكام الوسطى (١/ ٣٢٥).
(٢) قول أبي حاتم هذا، ذكره الدارقطني بإثر الحديث.
(٣) كذا في النسخة الخطية: «ما يروي»، وفي الوهم والإيهام (٢/ ٥٥٢): «مَنْ يروي»، وهو الصحيح هنا.
(٤) التاريخ الكبير (١/ ٢١٩) ترجمة رقم: (٦٨٨).
(٥) الجرح والتعديل (٨/ ٦٧) ترجمة رقم: (٣٠٦).
(٦) كذلك جاءت العبارة عن أحمد بن حنبل في الجرح والتعديل (٨/ ١٤٧) ترجمة رقم: (٦٦٤)، ولكن الذي في العلل ومعرفة الرجال رواية ابنه عبد الله (٣/ ١١٦) الحديث رقم: =

<<  <  ج: ص:  >  >>