قال: رأيتُ عمر بن الخطاب قبله، ثم سجد عليه، ثم قال:«والله إِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ، ولكني رأيتُ رسول الله ﷺ فَعَلَ هذا فَفَعَلْتُه».
٢ - باب في إشعار البُدْنِ وسَوْقها، وكيف تُنحر وما يفعل مَنْ أهدى ولم يَحُجَّ، وصفة العُمرة، والحمار، وفي المرأة تحيضُ عند الحج، وتقديم بعض الأفعال على بعض، وما يجب على النساء من الأفعال، وأين ينزل الحاج، وحجّ العَبْدِ، والتلبية، والحج عن الغير، وما يفعل من يرى البيت، والطَّواف
١٣٢٩ - ذكر (١) من طريق أبي عمر (٢)، من حديث ابن علية، أسنده إلى ابن عبّاس، أن رسول الله ﷺ«أَشْعَرَ بَدَنَةً من الجانبِ الأَيْسَرِ».
ثم قال (٣): قال أبو عمر: هذا عندي حديث منكر من حديث ابن عبّاس، والصحيح؛ يعني: من الجانب الأيمن.
كذا أجمل تعليله، والحديث إنّما أورده أبو عمر في «التمهيد» هكذا:
قال: ورأيتُ في كتاب ابنِ عُلَيَّةَ، عن أبيه، عن سعيد بن أبي عروبة، عن
(١) بيان الوهم والإيهام (٣/ ٤٥٧) الحديث رقم: (١٢١٦)، وهو في الأحكام الوسطى (٢/ ٢٨٧). (٢) التمهيد، لابن عبد البر (١٧/ ٢٣١)، قال: ورأيت في كتاب ابنِ عُلَيَّةَ، عن أبيه، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة عن أبي حسّان الأعرج، عن ابن عبّاس، أنّ رسول الله ﷺ؛ فذكره. وقال عقبه، ما سيذكره المصنِّفُ عنه بعد الحديث. وهو حديث منكر كما قال ابن عبد البر، وإسناده ضعيف لأجل والد إسماعيل ابن علية، واسمه إبراهيم بن مِقْسَم الأسدي، ذكره زين الدين العراقي في ذيل ميزان الاعتدال (ص ٢٤) ترجمة رقم: (٥٠)، واقتصر فيه على ذكر قول الحافظ ابن القطان الفاسي، فقال: «قال ابن القطان: لا أعرفه في رواة الأخبار، وحاله مجهول». ووجه النكارة فيه، أنه مخالف لما هو محفوظ في هذا الحديث من رواية شعبة بن الحجاج، عن قتادة، عن أبي حسان الأعرج، عن ابن عباس، قال: «صلى رسول الله ﷺ الظهر بذي الحليفة، ثم دعا بناقَتِه فأشْعَرَها في صفحة سنامها الأيمن، وسَلَتَ الدَّمَ وقلدها نعلين … .. » الحديث، أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الحج، باب تقليد الهَدْي وإشعاره عند الإحرام (٢/ ٩١٢) الحديث رقم: (١٢٤٣)، وأبو داود في سننه كتاب المناسك، باب في الإشعار (٢/ ١٤٦) الحديث رقم: (١٧٥٢). (٣) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٢/ ٢٨٧).