للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[مقدمة الحافظ ابن القطان الفاسي] (١)

قال الشيخ الإمام، العالم، الأوحد، الحافظ، الفقيه، المتقن، المتفنن، أبو الحسن علي بن محمد:

الحمد لله كما يحق له ويجب، والصَّلاة والتسليم على محمد نبيه المصطفى المنتخب.

وبعد:

فإن أبا محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الأزدي، ثم الإشبيلي رحمة الله عليه، قد خلد في كتابه الذي جمع فيه أحاديث أحكام أفعال المكلفين علما نافعًا، وأجرًا قائما، زكا به عمله، ونجح فيه سعيه، وظهر عليه ما صلح فيه من نيته وطويته، فلذلك شاع الكتاب المذكور وانتشر، وتُلقي بالقبول، وحق له ذلك، لجودة تصنيفه، وبراعة تأليفه واقتصاده، وجودة اختياره، فلقد أحسَنَ فيهِ ما شاء، وأبدع فوق ما أراد، وأربى على الغاية وزاد، ودلّ منه على حفظ وإتقان، وعلم، وفهم، واطلاع، واتساع، فلذلك لا تجد أحدًا ينتمي إلى نوع من أنواع العلوم الشرعية، إِلَّا والكتاب المذكور عنده، أو نفسه متعلقة به.

وقد حذَّاهُم (٢) حُسْنُ تأليفه إلى الإكباب عليه وإيثاره، وخاصةً مَنْ لا يشارك في طلبه بشيء من النظر في علم الحديث، من فقهاء، ومتكلمين، وأصوليين، فإنَّهم الذين قَنِعُوا به، ولم يبتغوا سواه، حتَّى لربما جرَّ عليهم جهالاتٍ ضَرَّتْهُم بها كما يقعُ غيرهم ممن ينظر في هذا العلم.


(١) زيادة توضيحية يقتضيها السياق، لتتناسب مع تبويب المصنف الآتي فيما بعد.
(٢) كذا في النسخة الخطية: (حداهم) بالذال المعجمة، وفي المطبوع من بيان الوهم والإيهام (٢/ ٨): (حداهم) بالدال المهملة والأظهر في هذا السياق: (حذاهم)؛ لأنه بمعنى التقدير؛ أي: تعملون مثل أعمالهم. أما حداهم بالدال المعجمة فمعناه: القطع واللزوم. لسان العرب (١٤/ ١٦٨ - ١٦٩)، مادة: (حدو، حذو).

<<  <  ج: ص:  >  >>