القياس، وهو في الردّ على أبي عليّ ابن الطوير. نَقْعُ الغَلَل ونَفْعُ العَلَل في الكلام على أحاديث السنن لأبي داود، ولم يتمّه. وغيرها من المصنفات النافعة المفيدة، في العلوم المختلفة (١).
وهذه الكتب معظمها ضاع لما نُهبت داره في آخر حياته، وذلك أن المأمون لما دخل مراكش، فصل المعتصم وأصحابه وشيعته عن ظاهرها، وكان منهم أبو الحسن ابن القطان متولّيًا القضاء بين حزبه، فانتهبت داره، وذهب كل ما فيها من مال وكُتب، فلجأ المعتصم ومن معه من حزبه، ومنهم ابن القطان إلى سجلماسة (٢)، وأصبح قاضيها.
وفي سِجِلماسة أدركت أبا الحسن منيّته مبطونًا حَسيرًا على ما فقد من أهله وكتبه وبيته وسائر ممتلكاته، وكانت وفاته بين العشائين، من الليلة التي أهل فيها هلال ربيع الأول من سنة ثمان وعشرين وستمئة، ودفن بالركن الواصل بين الصحنين الشمالي والغربي من الزنقة، لصق الجامع الأعظم بسجلماسة، ﵀، وأسكنه فسيح جناته.
[المطلب الثاني تعريف بكتاب بيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام]
يعتبر كتاب «بيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام» لأبي الحسن علي بن محمد ابن القطان الفاسي، المُتوفّى سَنَة (٦٢٨ هـ)، من أهم الكتب التي كشفت عن العلل الواردة على الأحاديث الواردة في كتاب الأحكام للحافظ أبي محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي، المعروف بابن الخراط، المُتوفّى سَنَة (٥٨١ هـ).
(١) أكثر كتب ابن القطان ﵀ ضاع في آخر حياته، وقد حاولت جاهدة البحث عن أماكن وجودها في مكتبات المخطوطات، فلم يتيسر لي من ذلك شيء، وقد ذكر هذه المصنفات وغيرها، لابن القطان حسين آيات في تحقيقه لكتاب بيان الوهم والإيهام، قسم الدراسة (١/ ١٥٠ ـ ١٥٦)، فلتراجع هناك. (٢) سجلماسة: مدينة في الجنوب الشرقي للمغرب الأقصى، اندثرت أكثر معالمها، وتُعرف اليوم باسم الريصاني بمنطقة تافيلالت، على بعد ثلاثة عشر ميلا جنوب مدينة إيرفود الحالية. سجلماسة وإقليمها في القرن الثامن الهجري (ص ٨٥ - ٨٦)، لحسن حافظ علوي.