وذكر الدارقطني في «علله»(١)، قال: وسئل عن حديث رجل لم يُسَمَّ، عن عمر، أنه قال: رأى رجلًا (٢) يصلِّي مُتَباعدًا عن القبلة، فقال:«تقدَّم؛ لا يُفسد الشَّيطانُ عليك صلاتك»، أما إنِّي لم أقل إلّا ما سمعت من رسول الله ﷺ؟
فقال: يرويه إسحاق بن سويدٍ العَدَوِيُّ، واختلف عنه؛ فرواه معتمر (٣)، عن إسحاق بن سويد، عمَّن حدَّثه، عن عمر مرفوعًا (٤). ورواه عبد الوارث، عن إسحاق بن سويد مرسلًا (٥)، عن عمر مرفوعًا. وقوله أَشْبَهُ بالصَّوابِ.
وذكره عبد الرزاق (٦)، عن ابن جريج، قال: مر عمر بن الخطاب؛ يعني: وهو يصلي، فقال: يا فتى؛ ثلاثًا، حتى رأى أن قد عَرَف صوته:«تَقَدَّمْ إِلَى سَارِيَةٍ، لَا يَلْعَب الشَّيْطَانُ بِصَلَاتِكَ»، فلستُ بِرَأْي أقولُه، ولكني سمعت رسول الله ﷺ يقوله.
وهذا أيضًا فاحش الانقطاع، فاعلم ذلك.
[٧ - باب في الصفوف وما يتعلق بها]
٦١٨ - ذكر (٧) من طريق مسلم (٨)، حديث أنس:«سووا صُفُوفَكُم، فإنَّ تسوية الصُّفُوفِ من تمام الصَّلاةِ».
= التهذيب (١/ ٤٢٩)، وقال الحافظ في التقريب (ص ١٢١) ترجمة رقم: (٦٥٣)، ولكن إسناد الحديث منقطع، فقد تقدم في تخريج الحديث الذي صدر ذكره، أن إسحاق بن سويد العدوي لم يدرك عمر ﵁. (١) العلل، للدارقطني (٢/ ٢٥٣) الحديث رقم: (٢٥٢). (٢) في علل الدارقطني (٢/ ٢٥٣): عن عمر، أنه رأى رجلًا. (٣) هو معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي، يروي عن إسحاق بن سويد العدوي كما في تهذيب الكمال (٢٨/ ٢٥٠) ترجمة رقم: (٦٠٨٠). (٤) رواية معتمر هذه أخرجها الدارقطني في علله (٢/ ٢٥٣)، وابن كثير في مسند الفاروق (١/ ١٥٥). (٥) يعني: منقطعًا، وقد سلف تخريج هذه الرواية عند الحارث بن أبي أسامة، قريبا. (٦) مصنّف عبد الرزاق كتاب الصلاة، باب كم يكون بين الرّجل وبين ساريته (٢/ ١٦) الحديث رقم: (٢٣٠٩)، من الوجه المذكور، وإسناده معضل، ابن جريج لم يدرك زمن عمر ﵁. (٧) بيان الوهم والإيهام (٢/ ١٠٨ - ١٠٩) الحديث رقم: (٧٩)، وهو في الأحكام الوسطى (١/ ٣٥٢) (٨) صحيح مسلم، كتاب الصلاة، باب تسوية الصفوف وإقامتها، وفضل الأول فالأول منها، والازدحام على الصَّفّ الأوّل، والمسابقة إليها، وتقديم أُولي الفضل وتقريبهم من الإمام (١/ ٣٢٤) الحديث رقم: (٤٣٣) (١٢٤)، من طريق قتادة، عن أنس ﵁، به.=