٣ - باب صيام السبت، والسواك للصائم، وفي عاشوراء، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصيام شعبان، وصيام داود ﵇-
١٢٥٨ - ذكر (١) من طريق الترمذي (٢)، حديث عائشة: أن رسول الله ﷺ«كان يصوم من الشهر السبت والأحد والاثنين … » الحديث.
ثم قال (٣) فيه عن الترمذي: أنه حسن، ولم يبين العلة المانعة من تصحيحه، والترمذي قد بينها، فقال: حديث حسن. رواه ابن مهدي، عن سفيان ولم يرفعه، وقد كان ساقه من رواية أبي أحمد، ومعاذ بن هشام، عن سفيان، عن منصور، عن خيثمة، عن عائشة مرفوعا. وهذا عند الترمذي علة، أن يروى مرفوعا وموقوفا (٤)، وليس ذلك بصحيح من قوله وقول من ذهب مذهبه.
= بل هذا منكر، والعلاء ليس بشيء». وقال في الميزان (٢/ ٥٤٥) في ترجمته له برقم: (٤٨٠٣): «ومن مناكيره عن العلاء عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعا … »، وساق له هذا الحديث. (١) بيان الوهم والإيهام (٣/ ٤٣٩) الحديث رقم: (١١٩٤)، وهو في الأحكام الوسطى (٢/ ٢٤٠). (٢) سنن الترمذي، كتاب الصوم، باب ما جاء في صوم يوم الاثنين والخميس (٣/ ١١٣) الحديث رقم: (٧٤٦)، من طريق أبي أحمد (محمد بن عبد الله الزبيري) ومعاوية بن هشام، قالا: عن سفيان (الثوري)، عن منصور بن المعتمر، عن خيثمة، عن عائشة، قالت: «كان رسول الله ﷺ يصوم من الشهر السبت والأحد، والاثنين، ومن الشهر الآخر الثلاثاء، والأربعاء، والخميس». وقال: «هذا حديث حسن. وروى عبد الرحمن بن مهدي هذا الحديث عن سفيان، ولم يرفعه». قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (٤/ ٢٢٧) بعد أن ساقه من طريق الترمذي: «وروي موقوفا، وهو أشبه»، وفي الإسناد علة أخرى، وهي الانقطاع بين خيثمة: وهو ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي، وعائشة ﵂، قال أبو داود في سننه، كتاب النكاح، باب الرجل يدخل بامرأته قبل أن ينقدها شيئا (٢/ ٢٤١) بإثر الحديث رقم: (٢١٢٨): «وخيثمة لم يسمع من عائشة شيئا»، وقال عنه الحافظ في التقريب (ص ١٩٧) ترجمة رقم: (١٧٧٣): «ثقة، وكان يرسل». (٣) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٢/ ٢٤٠). (٤) ليس هذا بحكم كلي مطرد عند الإمام الترمذي وغيره من الأئمة، إذ المنقول عنهم أنه لا يحكم بذلك، لأن الأمر عندهم فيما إذا اختلف في الحديث بين الرفع والوقف أن ذلك يخضع للقرائن والمرجحات، فتراهم أحيانا يقدمون رواية الأكثر عددا، لبعدهم عن الغلط والسهو، وإذا ما تساووا في العدد، فإنهم يذهبون إلى ترجيح قول الأحفظ والأكثر إتقانا. ينظر: النكت الوفية بما في شرح الألفية لبرهان الدين البقاعي (١/ ٤٢٦ - ٤٢٨).