وأما هذا الرجل الذي يرويه عن ابن عمر، فلا يُعرف (١)، وهو اختصر الحديث؛ أعني: أبا محمّدٍ؛ ونصه عند أبي داود، هكذا:
حدثنا عبد الله بن الصباح العطار، حدثنا أبو بحر، حدثنا ثابت بن عُمارَةَ، حدثنا أبو تَمِيميةَ الهُجَيْمِيُّ، قال: لما بَعَثْنا [الرَّكْبَ](٢) - قال: أبو داود: يعني إلى المدينة - قال: كنتُ [أقُصُّ](٣) بعد صلاة الصبح فأسجد، فنهاني ابن عمر، فلم أنته، ثلاث مرات، ثم عاد فقال:«إني صَلَّيتُ خَلْفَ رسول الله ﷺ ومع أبي بكرٍ وعمر وعثمان ﵃، فلم يَسْجُدُوا حتى تطلع الشمس»(٤). فاعلم ذلك.
[١٤ - باب في العيدين، والاستسقاء، والكسوف، وسجود القرآن، والآيات]
٨٩٧ - ذكر (٥) من طريق أبي داود (٦)، عن عبد الله بن كنانة، قال: أرسلني
(١) يريد به الرجل المبهم الذي روى حديث ابن عمر السابق برقم: (٨٩٥)، والصواب أن الذي روى هذا الحديث عن ابن عمر هو أبو تميمة الهجيمي، واسمه طريف بن مجالد البصري، وأبو تميمة هذا روى عنه جمع كما في تهذيب الكمال (١٣/ ٣٨١) ترجمة رقم: (٢٩٦٢)، وذكر المزي أنه وثقه ابن معين وابن سعد، وزاد الحافظ في تهذيب التهذيب (٥/ ١٣)، في ترجمته له برقم: (٢٠)، أنه قال عنه الدارقطني: «ثقة» وابن عبد البر: «هو ثقة حجة عند جميعهم». وروى له البخاري والأربعة؛ ولذلك قال عنه في التقريب (ص ٢٨٢) ترجمة رقم: (٣٠١٤): «ثقة». (٢) تحرّف في النسخة الخطية إلى: «الراكب»، والتصويب من بيان الوهم والإيهام (٣/ ٣٩٥)، ومصادر التخريج السابقة. (٣) في النسخة الخطية: «أقصر» بزيادة راء مهملة في آخره، وهو خطأ، والتصويب من بيان الوهم والإيهام (٣/ ٣٩٥)، ومصادر التخريج السابقة. (٤) حديث ابن عمر هذا هو الحديث الذي سلف قبل هذا برقم: (٨٩٥). ينظر تخريجه هناك. (٥) بيان الوهم والإيهام (٢/ ٢٤) الحديث رقم: (٤)، وذكره أيضًا في (٢/ ١١٦) الحديث رقم: (٨٨)، وهو في الأحكام الوسطى (٢/ ٨١). (٦) سنن أبي داود، كتاب الصَّلاة، باب جماع أبواب صلاة الاستسقاء وتفريعها (١/ ٣٠٢) الحديث رقم: (١١٦٥)، حدثنا النفيلي وعثمانُ بنُ أَبِي شيبة، قالا: حدثنا حاتم بن إسماعيل، حدثنا هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كِنانة، قال: أنبأنا أَبِي، قال: أَرْسَلَنِي الوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ … وذكره، وتمام لفظه فيه: فقال: «خرج رسول الله ﷺ مُتَبَذِّلًا متواضعًا، متضرعًا، حتى أتي المصلّى - زاد عثمان: فرقى على المنبر، ثم اتفقا - ولم يخطب خُطَبَكُم هذه، ولكن لم يزل في الدُّعاء والتضرع، والتكبير، ثم صلى ركعتين»، كما يُصلّي في العيد، قال أبو داود: «والإخبار للنفيلي؛ والصواب: ابنُ عُقبة».=