ابن حنبل منكر الحديث (١)، ولم يعرض (٢) له؛ لأن حديثه من عند مسلم، وفي حديثه هذا أن:«الغامدية صلى [عليها»(٣)] (٤).
وهذا الباب كثير، ولم نطل فيه؛ لأن أكثره قد تقدم التنبيه عليه، عند ذكر الأحاديث التي صححها بسكوته عنها.
١٠ - باب ذكر المصنفين الذين أخرج عنهم في كتابه ما أخرج من حديث، أو تعليل، أو تخريج، أو تعديل
اعلم (٥) أنه ليس كل من يطالع كتابه، ويتعرف فيه ما روى، يعرف كل من يعزو إليه، ما يذكر من جميع ما فيه، وإن اتفق لبعضهم أن يعرف المشاهير منهم:
= فلما كان الغد، قالت: يا رسول الله، لم تردني؟ لعلك أن تردني كما رددت ماعزا، فوالله إني لحبلى، قال: «إما لا فاذهبي حتى تلدي»، فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة، قالت: هذا قد ولدته، قال: «اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه»، فلما فطمته أتته بالصبي في يده كسرة خبز، فقالت: هذا يا نبي الله قد فطمته، وقد أكل الطعام، فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين، ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها، وأمر الناس فرجموها، فيقبل خالد بن الوليد بحجر، فرمى رأسها فتنضح الدم على وجه خالد فسبها، فسمع نبي الله ﷺ سبه إياها، فقال: «مهلا يا خالد، فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له»، ثم أمر بها فصلى عليها، ودفنت. (١) بشير بن المهاجر الكوفي الغنوي، قال الإمام أحمد: منكر الحديث، قد اعتبرت أحاديثه فإذا هو يجيء بالعجب. وثقه ابن معين والعجلي. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، ولا يحتج به. وقال البخاري: يخالف في بعض حديثه. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال ابن عدي: روى ما لا يتابع عليه، وهو ممن يكتب حديثه، وإن كان فيه بعض الضعف. روى له الجماعة، سوى البخاري. وقال ابن حبان: دلس عن أنس، ولم يره، وكان يخطئ كثيرا. وقال العقيلي: مرجئ متهم متكلم فيه. وقال الساجي: منكر الحديث، عنده مناكير. ينظر: تهذيب الكمال (١/ ١٧٧ - ١٧٨) ترجمة رقم: (٧٢٧)، وتهذيب التهذيب (١/ ٤٦٩)، وقال الذهبي في الكاشف (١/ ٢٧٢) ترجمة رقم: (٦١٠): ثقة، فيه شيء. وقال الحافظ في التقريب (ص ١٢٥) ترجمة رقم: (٧٢٣): صدوق، لين الحديث، رمي بالإرجاء. (٢) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٤/ ٨٠). (٣) هذا جزء من حديث ماعز، تقدم تخريجه آنفا. (٤) تصحف في النسخة الخطية إلى: (هذا)، تصويبه من بيان الوهم والإيهام (٥/ ٥١٣)، وهو الموافق لما في مصادر التخريج. (٥) بيان الوهم والإيهام (٥/ ٦٢٩).