كما أن الحافظ مُغلطاي نفْسَه صرّح بأنه من شيوخه، فقال في إكمال تهذيب الكمال:«وقال شيخنا أبو محمد الحافظ في كتاب الخزرج: … ... »(١)
٣ - ابن الصَّوَّاف، أبو الحسن، نور الدين، علي بن نصر الله بن عمر بن عبد الواحد، القرشي المصري، المُتوفَّى سَنَة (٧١٢ هـ)(٢)، ذكروا عن الحافظ مُغلطاي أنه سمع منه أربعين حديثًا من النسائي، انتقاء نور الدين الهاشمي بقراءته، قال الحافظ ابن حجر نقلًا عن شيخه العراقي:«أخرج بعد مدة جزءًا مُنتقى من النسائي، بخطه ليس عليه طبقة، لا بخطه ولا بخط غيره؛ فذكر أنه قرأه بنفسه سنة اثنتي عشرة على ابن الصَّوَّاف؛ يعني سنة موته»(٣).
٤ - ست الوزراء بنت عمر بن أسعد بن المنجا التنوخية، الدمشقية، الحنبلية، أم عبد الله، الشيخةُ المُعمِّرة الصالحة، مُسندة الوقت، وتُدعى وزيرة بنت القاضي شمس الدين عمر ابن شيخ الحنابلة وجيه الدين، المتوفاة سَنَة (٧١٦ هـ)(٤)، ذكر ابن ناصر الدين الدمشقي، أنه لا تَصِحُّ رواية مُغلطاي عنها، لأنه لم يَسْمَع منها (٥).
[المطلب الثالث تلاميذه]
لما برع الحافظ مُغلطاي في أنواع مختلفة من العلوم، وشَرَع في التدريس في أكبر المدارس والمساجد آنذاك، ذاع صيته بين طلبة العلم، وهذا بدوره قد أتاح للكثيرين من طلبة العلم أن يلتحقوا للدراسة والسماع ممّا يُلقيه من دروس فيها للاستفادة منه، وينهلوا من علومه وفنونه التي برع فيها، خاصةً بعدما امتدت شهرته خارج دياره، نظرًا لما كان يتمتَّع به من غزارة في العلم، وسعة في الاطلاع، فقصده كثير منهم، وتتلمذ عليه طائفة من المشايخ والعلماء، وفي هذا جاء قول الحافظ ابن حجر: «انتهت إليه رئاسة الحديث في زمانه، فأخذ عنه عامةُ مَنْ لقيناه
(١) إكمال تهذيب الكمال (٤/ ٦٠)، في ترجمة حسان بن ثابت، برقم: (١٢٥٨). (٢) الدرر الكامنة (٤/ ١٦٠) ترجمة رقم: (٣٠٩). (٣) لسان الميزان (٨/ ١٢٤) ترجمة رقم: (٧٨٦٧)، وينظر: لحظ الألحاظ (ص ٩٢). (٤) أعيان العصر (٢/ ٣٩٨)، والدرر الكامنة (٢/ ٢٦٣) ترجمة رقم: (١٨٠٠). (٥) التبيان لبديعة البيان (٣/ ١٤٩٧) ترجمة رقم: (١٢١١)، وينظر: لحظ الألحاظ (ص ٩٢).