[المبحث الرابع الوظائف والمناصب التي تقلدها، ومؤلفاته]
هذا المبحث أذكر فيه الوظائف والمناصب التي تقلدها الحافظ مُغلطاي، وأستعرض فيه مؤلفاته ﵀، وذلك من خلال المطلبين الآتيين:
[المطلب الأول الوظائف والمناصب التي تقلدها]
ذكرت فيما سبق أن الحافظ مُغلطاي بدأت عنايته بالعلم وطلبه في سن مُبكرة، وأخذ عن كبار علماء زمانه وهو شابٌ صغير، لذا بزغ نجمه، وذاع صيته مُبكِّراً، حتى غدا إمامًا معروفًا، وعلامة مشهورًا، بشهادة علماء عصره، يُرحل إليه، فقصده الطلاب من كلِّ حَدْب وصوب، فانتفعوا به، وبعلمه.
وقد كان ﵀ كثير المطالعة، قليل الاتصال بالناس، إلا بما له متعلق بالعلم وتعلمه، قال الصفدي:«وكان كثير السكوت والميل إلى المُوادَعة»(١).
ومع ذلك وَلِيَ التدريس بعدة مدارس بمصر، ومنها:
١ - المدرسة الظاهرية: وهي مدرسة أنشأها الملك الصالح، الظاهر بيبرس البندقداري، سُلطان الديار المصرية، المتوفى سنة (٦٧٦ هـ)(٢)، بناها في القاهرة، في منطقة بين القصرين (٣)، وتمت في أوائل سنة اثنتين وستين وستمئة (٤)، تولّى الحافظ مُغلطاي مشيختها والتدريس فيها للمُحدِّثين، بعد وفاة شيخه ابن سيد الناس
(١) أعيان العصر (٥/ ٤٣٤)، وينظر: لحظ الألحاظ (ص ٩٢). (٢) النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة (٧/ ٩٤). (٣) بين القصرين: محلة في وسط القاهرة، وهي بين قصرين عمرهما الملوك المتعلوية في وسط المدينة. معجم البلدان (١/ ٥٣٤). (٤) المصدر السابق (٧/ ١٢٠).