وهذا اللفظ الذي ساق هو عند مسلم، من رواية يونس، عن الزُّهْرِيِّ، عن ابن المسيب، عنه.
وأورده مسلم (١)، بقريب من هذا اللفظ أيضًا، من رواية ابن عُيينة، عن الزُّهْرِيِّ، فيه أيضًا:«قص الشارب، والاستحداد».
كذلك رواه عنده، عن ابن عُيينة: أبو بكر بن أبي شيبة، والناقد (٢) وزهير بن حرب.
وقد رواه النسوي (٣)، بلفظ يَزْدادُ به في معناه، فقال: أخبرنا محمدُ بنُ عبد الله بن يزيد المقرئ المكي، حدثنا ابن عُيينة، عن الزُّهْرِيِّ، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، قال:«الفِطْرَةُ خمس: الختانُ، وحَلْقُ العانة، ونَتْفُ الإبط، وتقليم الأظفارِ، وحلْقُ الشارب»، فهذا صحيح الإسناد.
وحلق العانة أوسع من الاستحداد، فإنّه يَصْدُقُ على التَّنَوُّر بالنُّورة (٤)، ولا يصدق عليه الاستحداد، فإنه الحَلْقُ بالحديد، وحَلْقُ الشارب أيضًا خلاف قَصِّه؛ فاعلمه.
[٦ - باب التيمم]
٣٧٦ - ذكر (٥) من طريق مسلم (٦)،
= من طريق يونس بن يزيد الأيلي، به، من الوجه الذي يذكره المصنف بعده. (١) صحيح مسلم، كتاب الطهارة، باب خصال الفطرة (١/ ٢٢١) الحديث رقم: (٢٥٧) (٤٩)، من طريق سفيان بن عيينة به، من الوجه الذي يذكره المصنف. (٢) هو: عمرو بن محمد الناقد، أبو عثمان البغدادي الحافظ. ينظر: تهذيب الكمال (٢٢/ ٢١٣) ترجمة رقم: (٤٤٤٢). (٣) السنن الكبرى للنسائي، كتاب الطهارة، باب عدد الفطرة (١/ ٧٧) الحديث رقم: (٩). (٤) يعني: التَّطلِّي بالنُّورة، والنُّورة؛ بالضم، قال في اللسان: «النُّورة: من الحجر الذي يُحرق ويُسوَّى منه الكِلْسُ ويُحلَقُ به شعر العانة. وقد انتار الرَّجلُ وتنوَّر: تطلى بالنورة». لسان العرب (٥/ ٢٤٤)، مادة: (نور). (٥) بيان الوهم والإيهام (٢/ ١٦٣) الحديث رقم: (١٤١)، وهو في الأحكام الوسطى (١/ ٢١٩ - ٢٢٠). (٦) صحيح مسلم، كتاب الحيض، باب التيمم (١/ ٢٨١) الحديث رقم: (٣٦٩) (١١٤) معلقا، =