للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[المطلب الرابع منهجه في جمع العلل الواردة على الحديث الواحد]

بعد النظر الطويل في كتاب «منار الإسلام»، والتتبع الدقيق لصنيع الحافظ علاء الدين مُغلطاي بما يتعلّق بالمنهج الذي سلكه في عملية جمع العلل الواردة على الحديث الواحد، تبيّن أن تحقيق هذا الأمر قد تطلب من الحافظ مُغلطاي جهدًا زائدا عما هو عليه الحال في عملية جمع الأحاديث المكرّرة في باب واحد؛ وذلك أن الحافظ ابن القطان الفاسي قد أقام فكرة تصنيفه لهذا الكتاب على نقد أحاديث ذكرها الحافظ عبد الحق الإشبيلي في كتابه «الأحكام»، دون أن يذكر شيئًا من عللها، فانتقد ابن القطان هذه الأحاديث عن طريق ذكر عللها، وقد توسع في تقسيم هذه العلل إلى أنواع عديدة، وجعل كل نوع منها في باب مفرد (١)، الأمر الذي استدعى معه إعادة إيراد الحديث الواحد المشتمل على أكثر من علّة في الباب الذي تندرج تحته هذه العلة، مما يعني تكرار هذا الحديث في بابين أو ثلاثة، وبالتالي تجزئة مجموع هذه العلل، وذكر كل واحدة منها في الباب المخصص لها، وقد يذكر أحيانًا قبل الشروع في إيراد الأحاديث في أحد الأبواب تمهيدًا يتكلم فيه عن العلة التي بوب لها.

وبالأمثلة الآتية يتضح ما ذكرته في كيفية تعامل الحافظ مُغلطاي مع هذه الحالة التي أشرت إليها، ففيها ما يكشف لنا تلك الخطوات التي سلكها في عملية جمع العلل الواردة على الحديث في موضع واحد.

المثال الأول:

حديث أبي سعيد الخدري ، قال: سمعت رسول الله يقول: «لا يخرج الرجلان يضربان الْغَائِط، كاشِفَيْن عن عورتهما يتحدثان، فَإِنْ الله يمقت على ذلك» (٢)، هذا الحديث أورده الحافظ ابن القطان الفاسي في أربعة أبواب من كتابه «بيان الوهم والإيهام».

الموضع الأول: في (باب ذكر أحاديث أعلها برجال وفيها مَنْ هو مثلهم، أو


(١) تقدم ذكرها في التمهيد من هذا القسم: الدراسة.
(٢) سيأتي الحديث بتمامه مع تخريجه والكلام عليه برقم: (١٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>