والأمر في [ذلك](١) نَفْس الإسناد في الموضع الذي نقله منه، ولا أدري كيف جرى فيه عليه هذا الغلط، إلا أن يكون قد علقه من عند أبي أحمد في جملة ما اقتنى، واختصره اتكالاً على ما علم من شهرته وثقته، فلم يذكر أباه، فلما أراد كَتبَ هذا الحديث كَتبَهُ مما عنده، كما قد وجدته يفعل ذلك كثيرًا، يكتب الأحاديث مما اقتنى وكَتَبَ بخطه، ولا يراجع الأصول.
وقد يكون فيما كَتَبَ أوهام، وأراد أن يُفسّر من أمر هشام ما يُتَمِّم الفائدة للقارئ، فظنَّهُ هشام بن خالد، وذلك أن هشام بن خالد أبا مروان الأزرق الدمشقي من أصحاب بقيّة بن الوليد (٢)، [ويحتمل على بُعد أن يكون قد رأى الحديث أيضًا من رواية هشام بن خالد، عن بقيّة بن الوليد،](٣) فأراد أن يعرف بذلك، وهذا إنما كان يستقيم له بعد أن يُعرِّف بأنّ [راويه عن بقية](٤) في الموضع الذي نقله منه هو هشام بن عبد الملك، ثم يتبعه أن يقول: ورواه أيضًا هشام بن خالد، عن بقيّة.
فأما أن يذكره من عند أبي أحمد، ثم يُتْبِعُه أنه رواه هشام بن خالد، عن بقية، فعمل غير صحيح لما فيه من إيهام (٥) الخطأ من أنه عند أبي أحمد كذلك، فاعلمه.
١٢ - باب في الجَمْعِ والقَصْرِ وفي صَلاةِ الخوف
٨٦٨ - ذكر (٦) من «مراسل أبي داود»(٧)، عن سعيد بن العاص، قال:
(١) ما بين الحاصرتين زيادة من بيان الوهم والإيهام (٥/ ٥٤٥) يتضح بها معنى الكلام على الوجه المراد منه، وقد أخلت بها هذه النسخة. (٢) قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٩/ ٥٧) في ترجمة هشام بن خالد، أبي مروان الأزرق الدمشقي، برقم: (٢٣٥): «روى عن بقية بن الوليد، ومحمد بن شعب بن شابور، وسويد بن عبد العزيز، روى عنه أبي ﵀، سمعت أبي يقول: هشام بن خالد صدوق». وينظر: تهذيب الكمال (٣٠/ ١٩٨) ترجمة رقم: (٦٥٧٤). (٣) ما بين الحاصرتين زيادة متعينة من بيان الوهم والإيهام (٥/ ٥٤٥)، يُحمل الكلام الذي بعدها عليها، وقد أخلت بها هذه النسخة. (٤) في النسخة الخطية: «بأنّ رواية بقيّة» وكذلك في أصل بيان الوهم والإيهام (٥/ ٥٤٥) فيما ذكر محققه، والمثبت هو الذي يقتضيه سياق الكلام. (٥) كذا في النسخة الخطية: «إيهام» بالياء، وفي مطبوع بيان الوهم والإيهام (٥/ ٥٤٥) «إبهام» بالباء، وما في النسخة الخطية هنا هو الأظهر في هذا السياق. (٦) بيان الوهم والإيهام (٣/ ٣٨١) الحديث رقم: (١١٢٣)، وهو في الأحكام الوسطى (٢/ ٣٩). (٧) أخرجه أبو داود في المراسيل، باب صلاة السفر (ص ١١٠) الحديث رقم: (٧١) بالإسناد =