«كان رسول الله ﷺ إذا خرج من المدينة قَصَرَ بالعقيق … » الحديث.
ثم أتبعه (١) قول أبي داود: رُويَ مسندًا ولا يصح.
هذا ما ذكره به، إلا إنه لم يُبَيِّنْ موضع انقطاعه.
وسعيد بن العاص صحابي، وهو ابن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس، ومع أنه صحابي، فإنه يروي عن عمر (٢).
والانقطاع فيه هو فيما بين أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص وجدّه سعيد بن العاص المذكور.
قال أبو داود: حدثنا النفيلي (٣)، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن الضحاك بن عثمان، عن أيوب بن موسى، عن سعيد بن العاص.
فقول أبي داود:«روي مسندًا» إنما يعني به أنه رُوي متصلا، فاعلم ذلك.
٨٦٩ - وذكر (٤) من طريق النسائي (٥)، عن كثير بن قيس، عن سالم، أنّ
= الذي سيذكره المصنف، عن سعيد بن العاص به، وقال في آخره: «وإذا خرج من مكة يَقْصُر بذي طُوًى». وإسناده منقطع، أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص، وثقه جماعة من الحفاظ، منهم: الإمام أحمد وابن معين وأبو زرعة والنسائي وغيرهم، لكنه لم يُدرك جد أبيه سعيد بن بن العاص، كما في تهذيب الكمال (٣/ ٤٩٥) ترجمة رقم: (٦٢٦). وقال أبو داود بإثره: «روي مسندًا، ولا يصح». (١) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٢/ ٣٩). (٢) كذلك في الجرح والتعديل (٤/ ٤٨) ترجمة رقم: (٢٠٤)، وتهذيب الكمال (١٠/ ٥٠١ - ٥٠٣) ترجمة رقم: (٢٢٩٩). (٣) هو: عبد الله بن محمد بن علي بن نُفَيْل، أبو جعفر النفيلي الحرّاني. ينظر: تهذيب الكمال (١٦/ ٨٨) ترجمة رقم: (٣٥٤٥)، قال المِزّيُّ: «روى عنه أبو داود فأكثر». (٤) بيان الوهم والإيهام (٥/ ٤٠) الحديث رقم: (٢٢٨٠)، وهو في الأحكام الوسطى (٣١ - ٣٢/ ٢). (٥) النسائي في السنن الصغرى، كتاب المواقيت باب الوقت الذي يجمع فيه المسافر بين الظهر والعصر (١/ ٢٨٥) الحديث رقم: (٥٨٨)، وفي السنن الكبرى، كتاب قيام الليل وتطوع النهار، بإثر باب الوقت الذي يجمع فيه المسافر بين الظهر والعصر (٢/ ٢٢١) الحديث رقم: (١٥٧٧)، وهو من طريق يزيد بن زريع، قال: حدثنا كثير بن قاروَندا، قال: سألت سالم بن عبد الله عن صلاة أبيه في السفر، وسألناه: هل كان يجمع بين شيء من صلاته في سفره؟ فَذَكَرَ أَنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ أَبِي عُبَيْدٍ كَانَتْ تَحْتَهُ، فَكَتَبَتْ إِلَيْهِ وَهُوَ فِي زَرَّاعَةٍ لَهُ: أَنِّي فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا، وَأَوَّلِ يَوْمٍ مِنَ الآخِرَةِ، فَرَكِبَ فَأَسْرَعَ السَّيْرَ إِلَيْهَا حَتَّى إِذَا حَانَتْ صَلَاةُ الظُّهْرِ، =