= قَالَ لَهُ المُؤَذِّنُ: الصَّلَاةَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ. فَلَمْ يَلْتَفِتْ حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ نَزَلَ فَقَالَ: أَقِمْ. فَإِذَا سَلَّمْتُ فَأَقِمْ فَصَلَّى، ثُمَّ رَكِبَ حَتَّى إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ، قَالَ لَهُ المُؤَذِّنُ: الصَّلَاةَ. فَقَالَ: كَفِعْلِكَ فِي صَلَاةِ الظُّهْرِ وَالعَصْرِ، ثُمَّ سَارَ حَتَّى إِذَا اشْتَبَكَتِ النُّجُومُ نَزَلَ، ثُمَّ قَالَ لِلْمُؤَذِّنِ: أَقِمْ. فَإِذَا سَلَّمْتُ فَأَقِمْ فَصَلَّى، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَالتَفَتَ إِلَيْنَا، فَقَالَ: قال: قال رسول الله ﷺ: «إِذا حَفَزَ أَحَدَكُمُ الأَمْرَ الذي يخافُ؛ فليُصلّ هذه الصلاة»، وفي الصغرى بلفظ: «إذا حضر أحدكم الأمر الذي يخاف فَوْته … بزيادة: «فَوْتَهُ». وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (١٢/ ٣١٩) الحديث رقم: (١٣٢٣٣)، من طريق يزيد بن زريع، قال: حدثنا كثير بن قُنْبُرٍ، قال: سألنا سالم بن عبد الله عن صلاة أبيه في السفر؟ وأخبرني عن أبيه، قال: قال رسول الله ﷺ؛ فذكره، وسمّى كثير بن قاروندا: «كثير بن قنبر». وتابع يزيد بن زريع عليه، النضر بن شُميل عند النسائي في السنن الصغرى، كتاب المواقيت، باب الوقت الذي يجمع فيه المسافر بين الظهر والعصر (١/ ٢٨٨) الحديث رقم: (٥٩٧)، فرواه من طريقه، قال: حدثنا كثير بن قاروندا، به. ورجال إسناده ثقات، غير كثير بن قاروندا: وهو الكوفي، فقد روى عنه أربعة كما في تهذيب الكمال (٢٤/ ١٤٦) ترجمة رقم: (٤٩٥٣)، وذكره ابن حبّان في الثقات (٧/ ٣٥٣) ترجمة رقم: (١٠٤١٠) وكنّاه بأبي إسماعيل النواء، وقال عنه الحافظ في التقريب (ص ٤٦٠) ترجمة رقم: (٥٦٢٢): «مقبول»، ولم يُجرحه أحد فيما وقفت عليه من المصادر. ووقع اسمه عند الطبراني: كثير بن قنبر، وهكذا ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٧/ ١٥٥) ترجمة رقم: (٨٦٦)، قال: كثير بن قنبر، روى عن سالم بن عبد الله، روى عنه يزيد بن زريع والنضر بن شميل وروح بن عبادة وعلي بن عبد العزيز، سمعت أبي يقول ذلك»، وهكذا وقع مسمى في الأحكام الوسطى (٢/ ٣١)، وفي أصل بيان الوهم والإيهام كما أشار إليه محققه (٥/ ٤٠)، فقال: «في (ت): قنبر، فلعل تسمية أبيه قيس تحرّف عن (قنبر)، ومع ذلك ذكره ابن قطلوبغا في الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة (٨/ ٦٦) ترجمة رقم: (٩١٢٧)، فقال: كثير بن قيس، يروي عن سالم بن عبد الله عن أبيه في الجمع بين الصلاتين»، ثم ذكر قول ابن أبي حاتم السابق. والحديث أخرجه النسائي في السنن الصغرى، كتاب المواقيت باب الوقت الذي يجمع فيه المسافر المغرب والعشاء (١/ ٢٨٧) الحديث رقم: (٥٩٥)، وفي سننه الكبرى، كتاب قيام الليل وتطوع النهار، باب الوقت الذي يجمع فيه المسافر المغرب والعشاء (٢/ ٢٢٣) الحديث رقم: (١٥٨٢)، عن محمود بن خالد، قال: حدثنا الوليد؛ يعني: ابن مسلم، قال: حدثنا ابن جابر (هو عبد الرحمن) قال: حدثني نافع، قال: خرجت مع عبد الله بن عمر في سفر يريد أرضًا له؛ فذكره، وفي آخره حتى إذا كان آخر الشَّفَقِ نزل فصلّى المغرب، ثم أقام العشاء، وقد توارى الشَّفَقُ فصلّى بنا، ثم أقبل علينا، فقال: «أن رسول الله ﷺ كان إذا عجل به السير صنع هكذا». ورجال إسناده ثقات. =