للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال البخاري: لم يذكر أبو إسحاق سماعًا من أرقم (١).

وقال أبو عمر: كان أرقم ثقة جليلا، وقال عن أبي إسحاق: كان أرقم من أشراف الناس ومن خيارهم، قال ابن عبد البر: هم ثلاثة إخوة: أرقم وعمرو وهذيل (٢). انتهى ما ذكر (٣).

والمقصود بيانه منه هو انقطاع رواية ابن عباس، فإنه كثيرًا ما يُرسل، ولا يذكر مَنْ حَدَّثَهُ، حتى لقالوا: إن مسموعاته سبعة عشر حديثًا، وقد زيد على ذلك، وقد جمعها الحميدي وغيره.

ولكن الصحيح الذي يجب أن يُعمل به في أمره، هو أن تُحمل أحاديثه مما لا يذكر فيه السماع على الاتصال، حتى يُبيِّنَهُ (٤) في حديث منها أنه أخذه عن واسطة بينه وبين النبي ، فيُقال حينئذ في ذلك الحديث حين رواه بغير ذكر الواسطة بينه وبين النبي ، مرسل (٥).

وهذا الحديث كذلك، فإنه إنما يرويه عن أبيه العباس، عن النبي .

والرواية التي أشار إليها الآن أبو محمد في كتابه من رواية العباس، عن النبي ، إنما هي من رواية ابنه عبد الله عنه، وكان حقه أن يقول: وذكر البزار، عن ابن عباس، عن أبيه، عن النبي ، ليتبين بذلك انقطاع الأولى التي ساق من عند ابن أبي شيبة، لكنه لم يفعل، فجاء به كأنه مسموع لهما من النبي .

والحديث المذكور إنما هو حديث أرقم بن شرحبيل فرواه عنه أبو إسحاق، عن ابن عباس، عن النبي ، بغير ذكر العباس. هذه رواية ابن أبي شيبة، عن


(١) التاريخ الكبير (٢/ ٤٦) ترجمة أرقم بن شرحبيل برقم: (١٦٣٧).
(٢) كذا في النسخة الخطية: «وهذيل» بالذال المعجمة، وذكر مثله في المطبوع من التمهيد، لابن عبد البر (٢٢/ ٣٢٢)، وبيان الوهم والإيهام (٢/ ٤٣٧): وهو خطأ، صوابه: «وهزيل» بالزاي المعجمة كما عند البخاري في تاريخه الكبير (٢/ ٤٦) ترجمة رقم: (١٦٣٧)، وتنظر ترجمة هزيل بن شرحبيل الأودي في تهذيب الكمال (٣٠/ ١٧٢) ترجمة رقم: (٦٥٦٦).
(٣) ينظر: التمهيد لابن عبد البر (٢٢/ ٣٢٢ - ٣٢٣)، والأحكام الوسطى (١/ ٣٣٥).
(٤) كذا في النسخة الخطية على الصواب: «يُبيّنه»، وفي مطبوع بيان الوهم والإيهام (٢/ ٤٣٨): «يتبين».
(٥) ينظر ما علقته على الحديث رقم: (٢٢٠)، من أن مراسيل الصحابة صحاح عند جمهور المحدثين.

<<  <  ج: ص:  >  >>