ورواه موسى بن خلف، عن قتادة، فقال فيه: عن الحسن، عن أبي هريرة، بغير واسطة، ذكرهما ابن أبي خيثمة أيضًا (١)، فهذه عن الحسن خمسة أقوال، وما منها شيء يصح.
وليس بِمُجْدٍ في هذا ما ذكر ابن أبي خيثمة، عن ابن معين من قوله: إذا روى الحَسَنُ، عن رجل فسَمَّاه؛ فهو ثقة يحتج به (٢)، فإنّ التمسك بعموم أقوال الرِّجالِ الذين ليسوا بمعصومين من الخطأ فيما يقولون، والذُّهول عما يعلمون، والتقصير فيما ينظرون، والقصور فيما يُحصلون لا يصح، وإنّما وَجَب التمسك بعموم الشرع لثبوتِ العِصْمة واستحالة الإلغازِ بإطلاق العام غيرُ مرادِ العُموم، إلا مقترنا ببيان أو معقبًا بمخصص.
وإلى هذا، فإنّ للحديث طريقًا صحيحًا عن أبي هريرة من غير رواية الحسن، وهو ما ذكر النسوي (٣)، قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا النضر بن شميل، حدثنا حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن يحيى بن يَعْمَر، عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ قال: «إِنَّ أَوّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبدُ صَلاتُه، فَإِنْ كَانَ أَكْمَلَها وَإِلَّا
= ابن المبارك في الزهد والرقائق (١/ ٣٢٠) الحديث رقم: (٩١٥)، وفي مسنده (ص ٢٢) الحديث رقم: (٤٠)، ومن طريقه محمد بن نصر المرزوي في تعظيم قدر الصلاة (١/ ٢١٢) الحديث رقم: (١٨٣)، وذكره العقيلي في الضعفاء الكبير (٣/ ١٣٢)، من طريق إسماعيل بن مسلم المكي به. (١) لم أقف على هذا الطريق في المطبوع من التاريخ الكبير، لابن أبي خيثمة، وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٢/ ٣٤) في ترجمة أنس بن حكيم الضبي برقم: (١٥٩٣)، وذكره العقيلي في الضعفاء الكبير (٣/ ١٣٢)، من طريق موسى بن خلف به، وقع في تاريخ البخاري بين موسى وقتادة قوله: (حدثنا أبي)، وأشار محققه إلى أنه وهم، وأظنه وهم كما قال؛ والصواب ما ذكره العقيلي وابن القطان، فإن موسى بن خلف وهو العمي البصري، يروي عن قتادة، وليس له رواية عن أبيه. ينظر: التاريخ الكبير (٧/ ٢٨٢) ترجمة رقم: (١١٩٧)، وتهذيب الكمال (٥٥/ ٢٩) ترجمة رقم: (٦٢٥٠). (٢) حكاه عن ابن أبي خيثمة الحافظان العلائي في جامع التحصيل (ص ٨٩)، وابن حجر في تهذيب التهذيب (١/ ٣٤٧) ترجمة رقم: (٦٣٢). (٣) النسائي في السنن الصغرى، كتاب الصلاة، باب المحاسبة على ترك الصلاة (١/ ٢٣٣) الحديث رقم: (٤٦٧)، وفي سننه الكبرى، كتاب الصلاة، باب المحاسبة على ترك الصلاة (١/ ٢٠٥) الحديث رقم: (٣٢١)، من الوجه المذكور، وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، رجال الصحيح.