للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وسكت عنه (١)، إما معتقداً صحته، وإما متسامحاً فيه لما كان مقتضاه الحثُّ على النوافل والاستكثار منها، وهو لا يصح، فإنه من رواية همام، عن قتادة، عن الحسن، عن حريث بن قبيصة، عن أبي هريرة.

والترمذي إنما قال فيه: حسن. ثم قال: «وقد روى أصحاب الحسن، عن الحسن، عن قبيصة بن حريث غير هذا الحديث، قال: والمشهور قبيصة بن حريث».

والأمر على ما قال الترمذي؛ من أنه قَبيصة بنُ حُريثٍ لا حريثُ بنُ قَبيصة، وهو يروي عن سلمة بن المُحبّق، وهو مع ذلك لا تعرف حاله (٢).

فأما إن كان حريث بن قبيصة؛ فهو لا تُعرف عينه ولا حاله (٣).


= حريث غير هذا الحديث، والمشهور هو قبيصة بن حريث، ورُوي عن أنس بن حكيم، عن أبي هريرة، عن النبي نحو هذا».
وأخرجه النسائي في السنن الصغرى، كتاب الصلاة، باب المحاسبة على الصلاة (١/ ٢٣٢) الحديث رقم: (٤٦٥) من طريق همام بن يحيى، به.
ورجال إسناده ثقات غير قبيصة بن حريث، ويقال فيه: حريث بن قبيصة، والأول أشهر كما قال الحافظ ابن حجر، وهو صدوق كما في التقريب (ص ٤٥٣) ترجمة رقم: (٥٥١١)، وقد اختلف في إسناده عن الحسن البصري كما ذكر الترمذي، مما أدّى إلى اضطرابه، وسيذكر المصنف فيما يأتي بعض وجوه الاختلاف على الحسن البصري وأبي هريرة فيه.
وهذا الاختلاف عن الحسن البصري وأبي هريرة بسط القول فيه مطولا الدارقطني في علله (٨/ ٢٤٤ - ٢٤٨) الحديث رقم: (١٥٥١)، وقال: «والصحيح عن أبي الأشهب، عن الحسن، عن أبي هريرة».
ورواية أبي الأشهب: وهو جعفر بن حيان ذكرها العقيلي في الضعفاء الكبير (٢/ ١٣٢). وللحديث طريق آخر عن أبي هريرة ، صححه الحافظ ابن القطان، كما سيأتي عنها قريبا، وله أيضًا طرق أخرى يعتبر بها، وشواهد يتقوى بها، ذكرها الألباني وخرجها في صحيح أبي داود (٤/ ١٦ - ٢٠) الحديث رقم: (٨١٠، ٨١١)، والحديث حسنه الترمذي كما تقدم عنه، وصححه الحاكم في مستدركه كتاب الصلاة (١/ ٣٩٤) الحديث رقم: (٩٦٥)، ووافقه الحافظ الذهبي.
(١) عبد الحق في الأحكام الوسطى (١/ ٢٤٩).
(٢) تقدم قول الحافظ ابن حجر فيه أنه صدوق، وقال في تهذيب التهذيب (٨/ ٣٤٦) ترجمة رقم: (٦٢٩): «والمشهور هو قبيصة بن حريث، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: مات في طاعون الجارف سنة سبع وستين. قلت: وجهله ابن القطان، وقال النسائي: لا يصح حديثه. وذكر أبو العرب التميمي أنّ أبا الحسن العجلي قال: قبيصة بن حريث تابعي ثقة. وأفرط ابن حزم فقال: ضعيف مطروح».
(٣) تقدَّم في ترجمته قريبًا أثناء تخريج هذا الحديث، أنه رجل واحد؛ يقال له: قبيصة بن =

<<  <  ج: ص:  >  >>