للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= قال أبو داود: «وهو مرسل؛ إبراهيمُ التَّيْمِيُّ لم يَسْمَعْ من عائشةَ، مات إبراهيمُ التَّيْمِيُّ ولم يبلغ أربعين سنة، وكان يكنى أبا أسماء».
وقال النَّسَائيُّ في السنن الصغرى بإثر هذا الحديث: «ليس في هذا الباب حديث أحسن من هذا الحديث، وإن كان مرسلًا، وقد روى هذا الحديث الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة، عن عائشةَ . قال يحيى القطان: حديث حبيب، عن عروة، عن عائشةَ هذا، وحديث حبيب، عن عروة، عن عائشةَ : «تُصلِّي وإن قطر الدَّمُ على الحصير»، لا شيء».
وقال الترمذي في سننه (١/ ١٣٣) بعد الحديث رقم: (٨٦): «وقد رُوي عن إبراهيم التَّيْمِي، عن عائشةَ، أن النبيَّ قَبَّلَها ولم يتوضأ. وهذا لا يصح أيضًا، ولا نعرف لإبراهيم سماعًا من عائشة». قلت: إسناد منقطع، كما أفاده أبو داود والنسائي والترمذي، فإن إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي، لم يسمع من عائشةَ ، كما ذكره أبو داود فيما تقدم عنه، وقال الدارقطني: لم يسمع من عائشة ولا حفصة، ولا أدرك زمانهما. ينظر: تهذيب التهذيب (١/ ١٧٧)، وقال الحافظ ابن حجر في التقريب (ص ٩٥) ترجمة رقم: (٢٦٩): «عابد ثقة، إلا أنه يرسل كثيرًا»، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، غير أبي روق عطية بن الحارث الهمداني الكوفي، صدوق كما في التقريب (ص ٣٩٣) ترجمة رقم: (٤٦١٥).
ولكن الحديث روي من طرق أخرى يتقوى بها، منها ما ذكره النسائي فيما تقدم عنه، من حديث الأعمش (سليمان بن مهران)، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة بن الزبير، عن عائشة: «أن النبي قبل بعض نسائه، ثم خرج إلى الصلاة، ولم يتوضأ». أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الطهارة، باب الوضوء من القبلة (١/ ٤٦) الحديث رقم: (١٧٩)، والترمذي في سننه، كتاب الطهارة، باب تَرْك الوضوء من القبلة (١/ ١٣٣) الحديث رقم: (٨٦)، وابن ماجه في سننه، كتاب الطهارة وسننها، باب الوضوء من القبلة (١/ ١٦٨) الحديث رقم: (٥٠٢)، والإمام أحمد في مسنده (٤٢/ ٤٩٧) الحديث رقم: (٢٥٧٦٦)، كلهم من طريق وكيع، عن الأعمش به.
قال الترمذي: «إنما ترك أصحابنا حديث عائشة، عن النبي في هذا؛ لأنه لا يصح عندهم لحال الإسناد، وسمعت أبا بكر العطار البصري يذكر عن علي بن المديني، قال: ضعف يحيى بن سعيد القطان هذا الحديث، وقال: هو شِبْهُ لا شيء. وسمعت محمد بن إسماعيل يُضعف هذا الحديث، وقال: حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة، … وليس يصح عن النبي في هذا الباب شيء».
والحديث ذكره ابن عبد البر في الاستذكار (١/ ٢٥٦ - ٢٥٧)، وقال: «صححه الكوفيون، وثبتوه لرواية الثقات أئمة الحديث له، وحبيب بن أبي ثابت لا ينكر لقاؤه عروة، لروايته عمن هو أكبر من عروة وأجل وأقدم موتا، وهو إمام من أئمة العلماء الجلة».
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، غير أنه اختلف في سماع حبيب بن =

<<  <  ج: ص:  >  >>