ولا مانع من تصحيحه، إلا أنه من رواية جعفر، عن ثابت، عن أنس.
فكان منه صوابًا من فعله (٢)، وعلى أنه إنما تبع فيه الترمذي.
٣٦٠ - وذكر (٣) من طريق مسلم (٤)، عن أنس قال: «وُقِّتَ لنا في قصِّ الشَّارب، ونتف الإبط (٥)، وحَلْقِ العانة؛ ألّا يُترك أكثر من أربعين ليلة».
قال الترمذي (٦): «وَقَتَ لَنَا رسولُ اللهِ ﷺ».
وحديث مسلم أعلى إسنادًا، ثم بعد أن ذكر حديثًا آخر (٧)، قال: والصحيح في التوقيت حديث مسلم (٨).
هذا نص ما أورده، وفيه إيهام ترجيح حديث مسلم على حديث الترمذي من
= قال الترمذي بإثره: «هذا حديث حسن غريب»، وحسنه عبد الحق الإشبيلي وابن القطان فيما يأتي عنهما. قلت: إسناده حسن، لأجل سيار: وهو ابن حاتم العَنَزِيُّ، فهو صدوق له أوهام كما في التقريب (ص ٢٦١) ترجمة رقم: (٢٧١٤)، وقد رواه عن جعفر بن سليمان: وهو الضُّبَعيُّ، وهو صدوق أيضًا كما تقدم في ترجمته في التعليق على الحديث السابق. (١) عبد الحق في الأحكام الوسطى (١/ ٣٢٣). (٢) كذا في النسخة الخطية: «فكان منه صوابًا عن فِعْله»، وفي مطبوع بيان الوهم والإيهام (٤/ ٩٠): «فكان ذلك من فعله صوابًا»، وهو الأظهر. (٣) بيان الوهم والإيهام (٥/ ٣٢١) الحديث رقم: (٢٤٩٧)، وينظر فيه: (٢/ ١٩٣) الحديث رقم: (١٧٣)، و (٣/ ٣٣٥) الحديث رقم: (١٠٧٩)، و (٤/ ٨٩) الحديث رقم: (١٥٢٨)، و (٥/ ٢٨) الحديث رقم: (٢٢٦٥)، وهو في الأحكام الوسطى (١/ ٢٤٣). (٤) صحيح مسلم، كتاب الطهارة، باب خصال الفطرة (١/ ٢٢٢) الحديث رقم: (٢٥٨)، من طريق جعفر بن سليمان الضُّبَعي، عن أبي عمران الجوني، عن أنس بن مالك، قال: «وُقِّتَ لنا في قص الشارب … »، فذكره. وقد تقدم تمام تخريجه والكلام عليه برقم: (٣٥٢)، وينظر الحديث المتقدم برقم: (٣٥٨) والآتي برقم: (٣٧٠). (٥) بعده في صحيح مسلم (١/ ٢٢٢): «وتقليم الأظفار». (٦) سنن الترمذي، كتاب الأدب، باب في التوقيت في تقليم الأظفار وأخذ الشارب (٥/ ٩٢) الحديث رقم: (٢٧٥٩)، من الوجه المذكور عند مسلم. (٧) وهو الحديث الذي ذكره من رواية إبراهيم بن سالم النيسابوري، من حديث أنس: «وقت رسول الله ﷺ أن يَحْلِقَ الرّجلُ عانَتَهُ كلَّ أربعين يومًا»، وقد تقدم ذكر هذا الحديث مع تخريجه برقم: (٣٥٨). (٨) ما تقدم كله من كلام الحافظ عبد الحق في الأحكام الوسطى (١/ ٢٤٣).