وترك أن يبين أن دونه من لا تعرف له حال أصلا، وهو أبو العلاء: أَيُّوب بن العلاء البصري مجاور كانَ بالمدينة، وكذا ذكره أبو أحمد، ودونه أيضًا من لا يعرف.
فالحمل على عمرو بن فائد من بينهم تبرئة لهؤلاء، والله تعالى أعلم.
١٨٢ - وذكر (١) من طريقه أيضًا (٢)، من حديث قيس بن الربيع، يسنده إلى أبي الدرداء قال:«لا تدخل المَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ بَوْل منقع».
ثم قال (٣): كذا رواه أبو داود الطيالسي عن قيس موقوفا على أبي الدرداء، ورواه شيخ مجهول عن قيس، فرفعه إلى النبي ﵇.
هكذا ذكره، والحديث المذكور إنَّما أتبعه أبو أحمد هذا الكلام بعد أن تبرأ من عهدته بذكر إسناده، فأما أبو محمد - حين ترك إسناده وأتبعه الكلام المذكور فقد أوْهَمَ أنه لا عيب له موقوفًا، أما مسندًا فعن هذا الشيخ المجهول.
وهو لا يصح لا موقوفًا ولا مسندًا؛ لأنَّهُ عند أبي أحمد هكذا: حدثنا ابن صاعد، حدثنا أحمد بن المقدام، حدثنا أبو داود الطيالسي، حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي حَصِينٍ (٤)، عن الأعجف بن زريق (٥)، عن أُم الدرداء، عن أبي الدرداء، فذكره.
(١) بيان الوهم والإيهام (٣/ ١٤٤ - ١٤٥) الحديث رقم: (٨٥٤)، وذكره في باب ذكر أحاديث أوردها ولم أجد لها ذكرًا، أو عزاها في مواضع ليست هي فيها، أو ليست كما ذكر (٢/ ٢٦٧) الحديث رقم: (٢٦٧)، وهو في الأحكام الوسطى (١/ ٢٢٧). (٢) يعني من طريق ابن عدي، والحديث في الكامل في ترجمة قيس بن الربيع، أبو محمد الأسدي الكوفي (٧/ ١٦٩ - ١٧٠) ترجمة رقم: (١٥٨٦)، بالإسناد الذي سيذكره المصنف قريبا مع بيان وجه ضعفه. (٣) عبد الحق في الأحكام الوسطى (١/ ٢٢٧). (٤) هو: عثمان بن عاصم بن حصين الأسدي، ذكر المزّيّ في جملة من يروي عنه قيس بن الربيع الأسدي. ينظر: تهذيب الكمال (١٩/ ٤٠١) ترجمة رقم: (٣٨٢٨). (٥) كذا في النسخة الخطية: (زريق)، بالزاي المعجمة بعدها راء، وفي آخره قاف معجمة، ومثله في المطبوع من بيان الوهم والإيهام (٣/ ١٤٤): وهو تحريف صوابه: «رزين» بالراء في أوّله بعدها زاي وبالنون في آخره، كما في الكامل في ضعفاء الرجال، لابن عدي (٦/ ٤٦)، وكذا وقعت ترجمته عند ابن حبّان في الثقات (٦/ ٨٨) ترجمة رقم: (٦٨٤٧)، وأشار إلى حديثه هذا، وقال: «روى عنه أبو حَصِين، موقوف». وذكره أيضًا الدارقطني في المؤتلف =