رَسُول الله ﷺ الرجلين أن يقعدا جَمِيعًا فَيَتَبَرَّزا (١)، ينظر أحدهما إِلَى عَورَة صاحبه، فَإِنْ الله ﵎ يمقت على هَذَا» (٢).
هذه رواية أبي حذيفة عن عكرمة، جعل التوعد فيها على التكشف والنظر، ولم يذكر التحدث.
وقال أبو بشر الدولابي: حدثنا أحمد بن حرب الطائي، حدثنا القاسم بن يزيد، حدثنا سفيان، عن عكرمة، عن يحيى [عن](٣) عياض، عن أبي سعيد قال:«نهى رَسُول الله ﷺ المتغوطين أن يتحدثا، إن الله يمقت على ذلك»(٤).
فالتوعد في هذا على التحدث فحسب.
واضطرابه دليل سوء حال راويه، وقلة تحصيله، فكيف وهوَ مَنْ لا يُعرف؟!
والآن فقد بلغنا إلى الغرض المقصود، وهو أن للحديث طريقا جيدًا غير هذا.
١٧٨ - قال (٥) أبو علي بن السكن: حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني، حدثنا مسكين بن بكير، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن محمد بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد الله، قال رسول الله ﷺ:«إذا تغوط الرّجلَانِ فليتوار كل وَاحِد مِنْهُمَا عَنْ صاحبه، وَلَا يتحدثان على طَوْفِهما، فَإِنْ الله يمقت على ذلك».
قال ابن السكن: رواه عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن
(١) كذا في النسخة الخطية: «فيتبرّزا» بالفاء في أوله، وفي مطبوع بيان الوهم والإيهام (٥/ ٢٥٩): «يتبرزان» دون الفاء، وما في النسخة الخطية هو الموافق لما في الأوسط، لابن المنذر، ولكن جاء في المطبوع منه: «فيتبرّزان» بإثبات النون في آخره، والجادة حذفها، فهو معطوف على منصوب. (٢) الأوسط، لابن المنذر كتاب آداب الوضوء، ذكر الاستتار عن الناس عند البول والغائط (١/ ٤٣٧) الحديث رقم: (٢٥٧)، وقال: «حدثنا محمد بن إسماعيل … » فذكره. (٣) تصحف في النسخة الخطية إلى: (بن)، تصويبه من بيان الوهم والإيهام (٥/ ٢٥٩)، ومصادر التخريج. (٤) لم أقف عليه في المطبوع من كتاب الكنى والأسماء، للدولابي ولا في غيره مما بين يدي من كتبه. وقد أخرجه النسائي في سننه الكبرى، كتاب الطهارة، باب النهي للمتغوطين أن يتحدثا (١/ ٨٦) الحديث رقم: (٣٦)، أخبرنا أحمد بن حرب، به سندًا ومتنا. (٥) بيان الوهم والإيهام (٥/ ٢٦٠) عقب الحديث رقم: (٢٤٦٠).