ولم يَضُرَّهُ ذلك؛ فَإِنَّهُ كانَ يحفظ إِلَّا أَنه غلط فيما يروي عن يحيى بن أبي كثير وخلط، وعن غيره فلا بأس به، وهذا الحديث هو من روايته عن يحيى، وكان أيضًا مدلسا (٢).
ثم إنَّ عكرمة يرويه عن يحيى، عن هلال بن عياض.
وكذا رواه عن [يحيى، أبان](٣) بن يزيد، قالا عنه، عن هلال بن عياض.
وروته جماعة عن يحيى، فقالت: عن عياض بن هلال، كذا رواه عنه هشام الدستوائي، وعلي بن المبارك، وحرب بن شداد، كلهم عكس ما قال عكرمة وأبان، فقالوا: عن عياض بن هلال (٤).
ورواه عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، فقال: حدثنا عياض بن أبي زهير.
وهذا كله اضطراب، لكنه على يحيى بن أبي كثير لا على عكرمة بن عمار (٥)، فيحتمل أن يكون ذلك من يحيى نفسه، ويحتمل أن يكون من أصحابه
= أنه قال فيه: «ثقة»، وفي بعضها: «ثبت»، ولكن ذكر ابن أبي خيثمة عنه كما في الجرح والتعديل (٧/ ١٠ - ١١) أنه قال: «صدوق ليس به بأس»، وتقدم أن أكثر الروايات عن ابن معين أنه قال فيه: «ثقة» أو «ثبت». (١) قال العقيلي في الضعفاء الكبير (٣/ ٣٧٨): حدثني آدم بن موسى، قال: سمعت البخاري قال: «عكرمة بن عمار يضطرب في حديث يحيى بن أبي كثير، ولم يكن عنده كتاب». (٢) جاء بعده في بيان الوهم والإيهام (٥/ ٢٥٨) ما نصه: «وبالجملة فلو لم يكن بالحديث إلا هذا لم يكن معلولا، وإنما علته الكبرى أن راويه عن أبي سعيد لا يُعرف مَنْ هو»، ولم يرد هذا في النسخة الخطية هنا. (٣) في النسخة الخطية: «يحيى بن أبان» ضبَّب الناسخ على كلمة «بن» إشارة إلى خطئها، وهذا صحيح منه، فيحيى المذكور هو ابن أبي كثير، وأبان بن يزيد هو العطار إنما يرويه عنه. (٤) ينظر: مستدرك الحاكم، كتاب الطهارة (١/ ٢٦٠)، الحديث رقم: (٥٦٠)، وكلام الحاكم بعده. (٥) الصحيح أنه قد اضطرب فيه عن عكرمة بن عمار أيضًا، فقد رواه عنه سفيان الثوري، فقال: «عن عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن عياض بن عبد الله» كذلك جاء عند ابن ماجه في سننه، كتاب الطهارة وسننها، باب النهي عن الاجتماع على الخلاء والحديث عنده (١/ ١٢٣) عقب الحديث رقم: (٣٤٢). وذكر هذا الاضطراب أو الاختلاف فيه عن عكرمة بن عمار قال الدارقطني في علله (١١/ ٢٩٦)، وقال: «واختلف عن عكرمة بن =