يضربان الغائط، كاشفين عن عورتيهما يتحدثان، فإن الله يمقت على ذلك … » الحديث.
وأعله بأن قال (١): لم يسنده غير عكرمة بن عمار، وقد اضطرب فيه (٢).
لم يزد على هذا، وقد ترك ما هو علته في الحقيقة، وهو الجهل براويه (٣) عن أبي سعيد الخدري ﵁.
وأما عكرمة فقد ذكره ذكرًا مجملاً، وهو رجل ثقة، وكان أميًا (٤). قاله ابن معين.
= صحيحة. ينظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (٧/ ١٠) ترجمة رقم: (٤١)، وتهذيب الكمال (٢٠/ ٢٥٨ - ٢٦١). والوجه الثالث: أنه قد اضطرب في إسناد هذا الحديث، فقد اختلف فيه عن يحيى بن أبي كثير وعكرمة بن عمار على ما أوضحه الدارقطني في علله (١١/ ٢٩٦ - ٢٩٧) الحديث رقم: (٢٢٩٤)، فذكر أنه قد رواه بعضهم عن يحيى بن أبي كثير، مرسلًا، وبعضهم أسنده ووصله، فقال: «عن عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة». وسيذكر المصنّف بعده، أن هذا الحديث روي بإسناد جيد من حديث جابر بن عبد الله ﵄، وهو الحديث الآتي بعده، ووافقه الألباني في السلسلة الصحيحة (٧/ ٣٢١) الحديث رقم: (٣١٢٠)، فصحح حديث جابر الآتي، بل وجعله شاهدًا لحديث أبي سعيد الخدري يتقوى به. (١) عبد الحق في الأحكام الوسطى (١/ ١٣٢). (٢) تقدمت ترجمة عكرمة بن عمار، ووجه الاضطراب في الحديث، عند تخريج الحديث في التعليق السابق. (٣) واسمه: هلال بن عياض، ويُقال: عياض بن هلال، تقدم بيان حاله عند تخريج الحديث قريبا. (٤) من قوله: «وأما عكرمة فقد … » إلى هنا، جاء بدلًا منه في المطبوع من بيان الوهم والإيهام (٥/ ٢٥٨) ما نصه: وذلك أنه ذكر عكرمة [على أنه علته، وهو صدوق ليس به بأس]، وقال محققه: «ما بين المعكوفتين ممحو من (ت) منه قدر سطر، واستدركته اعتمادًا على السياق». والذي ذكر أنه استدركه اعتمادًا على السياق يختلف في حقيقته عن المذكور في النسخة الخطية هنا، وهو الأصح الذي يتفق مع أكثر الروايات المنقولة عن ابن معين أنه وثق عكرمة بن عمار، ففي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (٧/ ١١) أنه سمع أباه يقول: «قال يحيى بن معين: كان عكرمة بن عمار أميًا، وكان حافظًا»، وكذا وقع في تاريخه، رواية الدوري (٤/ ٢٦٦) برقم: (٤٣٠٤)، وقال عنه في (٤/ ١٢٣) برقم: (٣٤٩٤): «عكرمة بن عمار ثقة»، ومثل ذلك حكى عنه معاوية بن صالح كما في تهذيب الكمال (٢٠/ ٤٥٩)، وكذا نقل ابن عدي في الكامل (٥/ ٢٧٣)، والخطيب في تاريخ بغداد (١٤/ ٢٩٠) عن ابن معين =