ولقد غلا شعبة حتى قال: كان أبو هريرة يُدلس. ذكر ذلك عنه أبو أحمد (١).
وهذا مما لا ينبغي إطلاقه في حق الصحابة ﵃، وإنما يعني أنه قد روى عن النبي ﷺ أحاديث، خرج منه بعد المباحثة، أنه لم يسمع [منه](٢) بعضها (٣).
٢٥١٧ - (٤) وقد صرح في حديث بأن الذي أخبره به [الفضل بن عباس](٥)، وعلى هذا؛ فكل أحاديث ابن عباس بهذا السبيل، إلا ثمانية عشر حديثًا.
٢٥١٨ - (٦) وقد بوحث في حديث، فأخبر أن الذي أخبره به هو أخوه
(١) أخرجه أبو أحمد ابن عدي في الكامل (١/ ١٥١)، عن الحسن بن عثمان التستري، عن سلمة بن شبيب، قال: سمعت يزيد بن هارون، قال: سمعت شعبة يقول؛ وذكره. وشيخ ابن عدي، الحسن بن عثمان التستري، كذاب متهم بالوضع، كما ذكره ابن عدي في ترجمته من الكامل (٣/ ٢٠٧) برقم: (٤٧٨). (٢) في النسخة الخطية: (منها)، وهو خطأ ظاهر، لا يستقيم به المعنى، تصويبه من بيان الوهم (٥/ ٤٩٧). (٣) ينظر: النكت على مقدمة ابن الصلاح، للزركشي (٢/ ٦٨ - ٦٩). (٤) بيان الوهم والإيهام (٥/ ٤٩٧) بإثر الحديث رقم: (٢٧٢١). (٥) في النسخة الخطية: (أسامة بن زيد)، وهو خطأ، وهو ممحو من أصل بيان الوهم والإيهام، كما أفاد محققه (٥/ ٤٩٧)، واستدرك مكانه: (الفضل بن عباس)، وهو الصواب، كما في مصادر التخريج السابقة. وهو يشير إلى ما أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الصوم، باب الصائم يصبح جنبًا (٢/ ٢٩ - ٣٠) الحديث رقم: (١٩٢٥، ١٩٢٦)، ومسلم في صحيحه، كتاب الصيام، باب صحة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب (٢/ ٧٧٩) الحديث رقم: (١١٠٩)، من طريق أبي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ بن هشام، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ﵁ يَقُصُّ، يَقُولُ فِي قَصَصِهِ: «مَنْ أَدْرَكَهُ الْفَجْرُ جُنُبًا فَلَا يَصُمْ»، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ - لِأَبِيهِ -، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ، فَانْطَلَقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ ﵄، فَسَأَلَهُمَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: فَكِلْتَاهُمَا قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ حُلُم، ثُمَّ يَصُومُ»، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى مَرْوَانَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ مَرْوَانُ: عَزَمْتُ عَلَيْكَ إِلَّا مَا ذَهَبْتَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَرَدَدْتَ عَلَيْهِ مَا يَقُولُ: قَالَ: فَجِئْنَا أَبَا هُرَيْرَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ حَاضِرُ ذَلِكَ كُلِّهِ، قَالَ: فَذَكَرَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَهُمَا قَالَتَاهُ لَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: هُمَا أَعْلَمُ، ثُمَّ رَدَّ أَبُو هُرَيْرَةَ مَا كَانَ يَقُولُ فِي ذَلِكَ إِلَى الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنَ الْفَضْلِ، وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: فَرَجَعَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَمَّا كَانَ يَقُولُ فِي ذَلِكَ. واللفظ لمسلم. (٦) بيان الوهم والإيهام (٥/ ٤٩٧) بإثر الحديث رقم: (٢٧٢١).