٢٥١٦ - (١) ثم لم يعرض له في حديث: «مَا وَقَى الرَّجُلُ عِرْضَهُ فَهُوَ صَدَقَةٌ»(٢).
ثم استمر عمله في كتابه كله على مخالفة هذا الأصل، فلم يتجنب شيئًا من أحاديثهم من غير اعتبار أحدهم، (حدثنا) أو (عن)، بل أكثر ذلك معنعن، ولم أتعرض هنا لذكر ما وقع له من ذلك لكثرته، بحيث يُكرَّر بذكره، ولو تعرضنا لدخل هذا الكتاب كله، ولأنه سهل عليك الوقوف عليه؛ فإنك إذا أخذت حديثًا مما سَكَتَ عنه مصححًا له، ونظرت إسناده في الموضع الذي نقله منه، ولو كان كتاب البخاري أو مسلم، لم تعدم أن يكون من رواية: الثوري، أو ابن عيينة، أو ابن جريج، أو هشيم، أو قتادة، أو أبي إسحاق، أو يحيى بن أبي كثير، ومن لا أحصيهم كثرة، وفشو التدليس فيهم (٣)، وعملهم به أشهر وأكثر من أن أتعرض له.
ولقد ظنَّ بمالك على بعده منه عمله (٤)، وقد قال الدارقطني: إنَّ مالكًا ممن عمل به (٥)، وليس عيبا عندهم، وإنما [هو الإرسال، لكن عمّن قد لَقِيَهُ](٦).
= ترجمة رقم: (٢٦٩٠)، وكان كثير التدليس. ينظر: المدلسين، لأبي زرعة ابن العراقي (ص ٥٦) رقم: (٢٦)، والتبيين لأسماء المدلسين (ص ٣٢) رقم: (٣١)، والمختلطين، للعلائي (ص ٥١) رقم: (٢٢)، وطبقات المدلسين (ص ٥٠) رقم: (١٢٠)، ومما قاله فيه: «موصوف بالتدليس، وصفه به الدارقطني والاسماعيلي وغيرهما، وقد تغير في آخر عمره، بسبب العمى، فضُعف بسبب ذلك، وكان سماع مسلم منه قبل ذلك في صحته». (١) بيان الوهم والإيهام (٥/ ٤٩٦) الحديث رقم: (٢٧٢١)، وذكره في (٢/ ١٨٦) الحديث رقم: (١٦٤)، و (٥/ ٢٣٨ - ٢٣٩) الحديث رقم: (٢٤٤٨)، و (٥/ ٤٩٦) الحديث رقم: (٢٧٢١)، وهو في الأحكام الوسطى (٢/ ١٩٤). (٢) سلف الحديث بتمامه مع تخريجه والكلام عليه برقم: (١١٩٥). (٣) ينظر: معرفة علوم الحديث للحاكم (ص ١٠٣)، والباعث الحثيث (ص ٥٤)، والنكت على كتاب ابن الصلاح، للحافظ ابن حجر (٢/ ٦٣٨ - ٦٤٠). (٤) ينظر: طبقات المدلسين (ص ٢٣ - ٢٤) رقم: (٢٢). (٥) قال الدارقطني في علله (٢/ ٩): «مالك بن أنس له عاده بهذا، أن يسقط اسم الضعيف عنده في الإسناد، مثل عكرمة ونحوه»، وقال فيه (٦/ ٦٣): «من عادة مالك إرسال الأحاديث، وإسقاط رجل». قال الحافظ الزركشي في النكت على مقدمة ابن الصلاح (٢/ ١١٠): «وَقد أدخل الدَّارَ قُطْنِيّ فيهم [أي: المدلسين] مالك بن أنس، وليس كذلك، ولم يُوجد له هذا إِلَّا في قليل من حديثه، أرسله مرة، وأسنده أُخْرَى». (٦) ما بين الحاصرتين مطموس أنصاف الكلمات في هذه النسخة، استدركته من بيان الوهم (٥/ ٤٩٧).