وقال فيه الكوفي: ثقة، ثبت، مبرز، صالح، صاحب سنة، وهو في عداد الشيوخ، وليس بكثير الحديث (١).
وكان الثوري يقول: بالكوفة خمسة يزدادون في كل سنة خيرًا، فعده منهم (٢).
ونُقِلَ (٣): إِنَّه كان له جمل يستقي عليه الماء لنفسه، فيسقي قوما لا يجدون الماء إِلَّا غبا (٤)، احتسابًا منه، فكان قومه يقولون له: فضحتنا رأيت فينا سقاء؟ فيقول لهم (٥): ليس تدرون ما هذا (٦).
فإذا لم يبق من يتعيَّن النظر في أمره عنده إِلَّا شريك بن عبد الله القاضي، وأمره أشهر، وأخباره أكثرُ من أَنْ يُعْرَضَ (٧) لها.
وجملة أمره أنه صدوق، وَلِيَ القضاء فتغيَّر مَحْفُوظُهُ، فمن سمع منه قبل ذلك فحديثه صحيح (٨).
وهذا الحديث يرويه عنه أبو أحمد الزبيري، ولا أدري متى سمع منه (٩)، فهذه
(١) معرفة الثقات، للعجلي الكوفي (ص ٢٣١ - ٢٣٢) الترجمة رقم: (٧١١). (٢) كذا في تهذيب التهذيب، للحافظ ابن حجر (٦/ ٣٩٥). (٣) كذا في النسخة الخطية: «ونُقِلَ»، وفي بيان الوهم والإيهام (٣/ ٢٩٥): «ويقال». (٤) غبا: الغب من أوراد الإبل: أن ترد الماء يوما وتدعه يوما ثم تعود، فنقله إلى الزيارة وإن جاء بعد أيام. يقال: غب الرجل إذا جاء زائرًا بعد أيام. ينظر: النهاية في غريب الحديث (٣/ ٣٣٦). (٥) شبه الجملة «لهم» من النسخة الخطية، ولم يرد في بيان الوهم والإيهام (٣/ ٢٩٥). (٦) أورد هذا الخبر بنحو ما ذكر هنا الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب (٩/ ٣٩٥)، وعزاه لسفيان الثوري، قال: «وقال» فذكره بمعناه. (٧) كذا في النسخة الخطية: «يُعرض» مضبوطة مجوّدة، وفي بيان الوهم والإيهام (٣/ ٢٩٥): «نعرض» بالنون بدل الياء وبصيغة المبني للمعلوم، وقال محققه في الهامش: «في (ت): يُعرض لها». (٨) ينظر: تقريب التهذيب (ص ٢٦٦) ترجمة شريك بن عبد الله النخعي برقم: (٢٧٨٧)، قال فيه الحافظ ابن حجر: «صدوق يخطئ كثيرًا، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلا فاضلا عابدًا شديدًا على أهل البدع». (٩) سماع أبي أحمد الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير من شريك النخعي ثابت، وقد جاءت له عنه رواية عند النسائي في السنن الصغرى (٧/ ١٢٦) الحديث رقم: (٤١٢٦)، وفيه: «حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا شريك». ولذلك ذكر المِزِّيُّ في ترجمة أبي أحمد الزبيري من تهذيب الكمال (٢٥/ ٤٧٧) ترجمة رقم: (٥٣٤٣) فيمن يروي عنهم أبو أحمد الزبيري: شريك بن عبد الله ورمز له بالرمز (س)؛ يعني: عند النسائي.