للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ومنها: ما يوهمه سوقُه إياه كما يسوق غيره، من أنه وقف على إسناده في الموضع الذي نقله منه موصلا، وابن حزم لم يوصل به إسناده.

ومنها: ما ذكره من هذا الطريق، وله طريق موصل إلى فرج، سالم من هؤلاء (١).

ومنها: إبعاده النجعة في إيراده من عند ابن حزم، كأنه معدوم ما هو أقرب متناولاً، وأَخَصُّ بذكر الأحاديث، وهو حديث قد ذكره الترمذي، وأراه خَفِي عليه موضعه من كتابه.

قال الترمذي (٢): حدثنا صالح بن عبد الله الترمذي، حدثنا الفرج بن فضالة أبو فضالة الشامي، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن علي، عن عليّ، قال رسول الله : «إِذَا فَعَلَتْ أُمَّتِي خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً؛ حَلَّ بِهَا البَلَاءُ» قِيلَ: وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «إِذَا كَانَ المَغْنَمُ دُوَلًا، وَالأَمَانَةُ مَغْنَمًا، وَالزَّكَاةُ مَغْرَمًا، وَأَطَاعَ الرَّجُلُ زَوْجَتَهُ، وَعَقَّ أُمَّهُ، وَبَرَّ صَدِيقَهُ، وَجَفَا أَبَاهُ، وَارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ فِي المَسَاجِدِ، وَكَانَ زَعِيمُ القَوْمِ أَرْذَلَهُمْ، وَأُكْرِمَ الرَّجُلُ مَخَافَةَ شَرِّهِ، وَشُرِبَتِ الخُمُورُ، وَلُبِسَ الحَرِيرُ، وَاتَّخِذَتِ القِيانُ وَالمَعَازِفُ، وَلَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَوَّلَهَا، فَلْيَرْتَقِبُوا عِنْدَ ذَلِكَ رِيحًا حَمْرَاءَ، أَوْ خَسْفًا، أَوْ مَسْخًا».

قال أبو عيسى: هذا حديث غريب، لا نعرفه من حديث عليّ إلا من هذا الوجه، ولا أعلم أحدًا رواه عن يحيى بن سعيد الأنصاري غير فرج، وفرج بن فضالة قد تكلم فيه بعض أهل العلم بالحديث، وضعفه من قبل حفظه، وقد رواه عنه وكيع وغير واحد من الأئمة. انتهى كلامه.

صالح بن عبد الله الترمذي بغدادي صدوق، قاله أبو حاتم (٣).

٢٣٧٩ - وذكر (٤) من طريق أبي أحمد (٥)، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه،


(١) تقدم أثناء تخريج هذا الحديث ذكر أربعة رووه عن الفرج بن فضالة غير ما ذُكر هنا.
(٢) تقدم توثيقه من عنده أثناء تخريج هذا الحديث.
(٣) الجرح والتعديل (٤/ ٤٠٧) ترجمة رقم: (١٧٨٥).
(٤) بيان الوهم والإيهام (٣/ ٥٩٩) الحديث رقم: (١٤٠٢)، وهو في الأحكام الوسطى (٤/ ٢٤٨).
(٥) أبو أحمد ابن عدي في الكامل (٦/ ٧٧)، في ترجمة عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، برقم: (١٢٠٩)، من طريق أبي عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، به.

<<  <  ج: ص:  >  >>