وذلك أن حبَّة بن سلم هذا لا يعرف، وإنما يعرف حبَّة بن سلمة، أخو أبي وائل شقيق بن سلمة، وهو حبَّة بباء بواحدة، وقد قيل: إنه يعني ابن سلمة هو الذي روى هذا المرسل، وذلك أيضا لا ينفع المرسل المذكور؛ فإن حاله مجهولة (١).
٢٣٧٤ - وذكر (٢) من طريق الدارقطني (٣)، عن حماد بن زيد، عن أبي عمران الجوني، عن جندب، عن النبي ﷺ:«من بات فوق إجار ليس حوله شيء فوقع فمات أو ركب البحر عند ارتجاجه … » الحديث.
ثم قال (٤): هكذا رواه حماد بن زيد، ورواه غيره عن أبي عمران، عن زهير بن عبد الله موقوفا، وهو الصواب.
وزهير ليست له صحبة (٥). ذكر هذا كله الدارقطني.
وحماد بن زيد، جليل حافظ (٦). انتهى قوله.
(١) حبَّةُ بن سلمة، تنظر ترجمته في التاريخ الكبير (٣/ ٩٣) برقم: (٣٢١)، ولسان الميزان (٢/ ٥٤٣) ترجمة رقم: (٢١٠٦). وذكر الحافظ ابن حجر في الإصابة (٢/ ١٧٠)، ترجمة حبّة بن مُسلم، برقم: (٢٠٦٤)، وقال: هو تابعي، أرسل حديثًا، وذكر هذا الحديث. ثم ذكر قول ابن القطان فيه أنه مجهول، وقيل: إنه حبة بن سلمة، أخو شقيق بن سلمة، وهو لا يُعرف أيضًا. (٢) بيان الوهم والإيهام (٢/ ٥٣٠ - ٥٣١) الحديث رقم: (٥٣٠)، وذكره في (٥/ ٤٥٤) الحديث رقم: (٢٦٣٢)، وهو في الأحكام الوسطى (٤/ ٢٤١). (٣) الدارقطني في علله (١٣/ ٤٧٧) الحديث رقم: (٣٣٦٧)، معلقًا، عن حماد بن زيد، به. وهذا إسناد ضعيف، لا يُعرف من وصله إلى حماد، ثم إنه اختلف عليه فيه، كما يأتي عن الحافظ الدارقطني بعد الحديث. لكن للحديث شواهد يصح بها، منها حديث علي بن شيبان المتقدم قريبا برقم: (٢٣٥٣)، وما ذكرت في تخريجي له من شواهد يتقوى بها. (٤) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٤/ ٢٤١). (٥) زهير بن عبد الله بن أبي جَبل البصري، مختلف في صُحبته، فذكره جماعة في الصحابة، وجزم ابن أبي حاتم، عن أبيه بأن حديثه مرسل، وكذا ذكره ابن حبان في ثقات التابعين. كذا قال الحافظ في تقريب التهذيب (ص ٢١٧) ترجمة رقم: (٢٠٤٥)، وذكره الذهبي في الميزان (٢/ ٨٣) ترجمة رقم: (٢٩١٥)، وقال: «عن صحابي: من بات على إجار، فوقع منه برئت منه الذمة، ومن ركب البحر حين يغتلم»، رواه عنه أبو عمران الجوني، لا يعرف». (٦) حماد بن زيد بن درهم الأزدي، إمام حافظ، ثقة ثبت. ينظر: الطبقات الكبرى (٧/ ٢٨٦)، وسير أعلام النبلاء (٧/ ٤٥٦) ترجمة رقم: (١٦٩)، وتقريب التهذيب (ص ١٧٨) ترجمة رقم: (١٤٩٨)