للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ثم قال (١): قال النسائي: كلاهما ليس بمحفوظ.

وقال الدارقطني (٢): المشهور عن عروة، مرسلًا.

هذا ما أتبعه، وفيه ترجيح رواية الإرسال على رواية من أسنده، على أن الذي أسنده ثقةٌ، رواه هشام بن عروة، عن أبيه، عن ابن عمر. ورواه عثمان بن عروة، عن أبيه، عن الزبير. وهشام وعثمان ثقتان.

ولعل الذي لأبي محمد من هذا العمل أكثر من هذا، وهو نَظَرٌ غير صحيح، أن يعلَّ مِنْ (٣) رواية ثقة حافظ، وَصَلَ حديثًا؛ رواه غيره مقطوعًا، أو أَسْنَدَه؛ ورواه غيره مرسلًا، لأجل مخالفة غيره له، والأمر مُحتمل أن يكون قد حفظ ما لم يحفظ من خالفه.

وإذا كان المروي من الوصل والإرسال، عن رجل واحدٍ، ثقة، لم يبعد أن يكون الحديث عنده على الوجهين، أو حدَّث به في حالين، فأرسل في مرة، ووصل في أخرى.

وأسباب إرساله إيّاه متعدّدة، فقد يكون أنه لم يحفظه في الحال، حتى راجع مكتوبًا إن كان عنده، أو تذكَّرَ، أو لأنه ذَكَره مُذاكرًا، به كما يقول أحدنا: قال


= رقم: (٥٠٧٣)، وفي سننه الكبرى، كتاب الزينة، باب الأمر بالخضاب (٨/ ٣٢٥) الحديث رقم: (٩٢٩١)، من طريق أحمد بن جَنَابِ، قال: حدثنا عيسى بن يُونُس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن ابن عُمرَ، قال: قال رسول الله : «غَيِّرُوا الشَّيْبَ، وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ».
وهذا حديث صحيح، رجال إسناده ثقات، رجال الصحيح.
وقد أخرجه أبو يعلى في مسنده (١٠/ ٤٦) الحديث رقم: (٥٦٧٨)، عن أحمد بن جَنَابِ، به. وأخرجه ابن الأعرابي في معجمه (١/ ٣٨٩) الحديث رقم: (٧٢٧)، من طريق أحمد بن جناب، حدَّثنا عيسى بن يُونس، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، به.
وقد أعل النسائي الحديث، فقال بعد أن أخرجه وأخرج بعده حديث الزبير السابق: «كلاهما غير محفوظ».
وقد صححه الحافظ ابن القطان فيما يأتي عنه، لأن راويه ثقة.
ومع ذلك فللحديث شواهد كثيرة، منها حديث الزبير السابق، وما ذكرت له من شواهد في تخريجه.
(١) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٤/ ١٩٩).
(٢) علل الحديث (٤/ ٢٣٤ - ٢٣٥) الحديث رقم: (٥٣١).
(٣) حرف: (من) غير موجود في بيان الوهم والإيهام (٥/ ٤٣٠)، وعدم ذكره هو الأليق بالسياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>