فهو بهذا القول مستصوب لترجيح الدارقطني المرسل على المسند، مع أنَّ الذي أرسَلَهُ ثقةٌ.
٢٢١٢ - وذكر (١) من طريق الترمذي (٢)، عن جرير:«بَعَثَ النبيُّ ﷺ سَرِيَّةً إِلَى خَثْعَمٍ، فَاعْتَصَمَ نَاسٌ بِالسُّجُودِ … الحديث».
(١) بيان الوهم والإيهام (٥/ ٤٢٠) الحديث رقم: (٢٥٩٢)، وهو في الأحكام الوسطى (٣/ ١١٩). (٢) أخرجه الترمذي في سننه، كتاب السير، باب ما جاء في كراهية المقام بين أظهر المشركين (٤/ ١٥٥) الحديث رقم: (١٦٠٤)، وفي علله الكبير (ص ٢٦٤ - ٢٦٥) الحديث رقم: (٤٨٣)، من طريق أبي معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله؛ به، وفيه: فَأَسْرَعَ فِيهِمُ الْقَتْلَ، قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ﷺ، فَأَمَرَ لَهُمْ بِنِصْفِ الْعَقْلِ، وَقَالَ: «أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ؟ قَالَ: «لَا تَرَاءَى نَارَاهُمَا». وأخرجه أبو داود في سننه، كتاب الجهاد، باب النهي عن قتل من اعتصم بالسجود (٣/ ٤٥) الحديث رقم: (٢٦٤٥)، والطبراني في المعجم الكبير (٢/ ٣٠٣) الحديث رقم: (٢٢٦٤)، والبيهقي في سننه الكبرى، كتاب القسامة، باب ما جاء في وجوب الكفارة في أنواع قتل الخطأ (٨/ ٢٢٥) الحديث رقم: (١٦٤٧١)، من طريق أبي معاوية، به. وهذا إسناد صحيح، رجاله رجال الشيخين، إلا أنّه أُعِلَّ بالإرسال، فقال الترمذي في علله عقب الحديث: «سألتُ محمدًا (يعني: البخاري) عن هذا الحديث، فقال: الصحيح عن قيس بن أبي حازم، مرسل. قلت له: فإنَّ حماد بن سلمة روى هذا الحديث، عن الحجاج بن أرطاة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير. فلم يَعُدُّه محفوظًا». وقال أبو داود عقبه: «رواه هشيم ومعمر وخالد الواسطي وجماعة، لم يذكروا جريرًا». وقد أخرجه الترمذي في سننه (٤/ ١٥٥) برقم: (١٦٠٥)، من طريق عَبدَةَ، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، مثل حديث أبي معاوية، ولم يذكر فيه: (عن جرير)، قال: «وهذا أصح … وأكثر أصحاب إسماعيل قالوا: عن قيس بن أبي حازم، أن رسول الله ﷺ بعث سرية، ولم يذكروا فيه: (عن جرير)، ورواه حماد بن سلمة، عن الحجاج بن أرطاة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن جرير، مثل حديث أبي معاوية. وسمعتُ محمدًا (يعني: البخاري) يقول: الصحيح حديث قيس، عن النبي ﷺ، مرسل». قلت: لكن أبا معاوية لم ينفرد بوصله، فللحديث طرق أخرى موصولة، منها ما ذكره الترمذي في قوله السابق، رواية حماد بن سلمة عن الحجاج بن أرطاة، عن إسماعيل بن أبي خالد، به موصولا، مثل حديث أبي معاوية. وله طرق أخرى وشواهد يصح بها، دون جملة العقل فيه، استوعب ذكرها وتخريجها الألباني في إرواء الغليل (٥/ ٢٩ - ٣٣) الحديث رقم: (١٢٠٧).