للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قُبِضَ رسولُ الله وهو ابنُ ثمان سنينَ، وممن قاله الواقدي وغيره (١)، وإنما وُلِدَ سنة ثلاث من الهجرة، وقد روى عنه أبو هريرة أنه قال: «لقد ضربني بكر من معقلة المقتول بخيبر وأنا غلام، دنوتُ منه فركضني»، ذكر ذلك أبو القاسم البغوي (٢).

وهذا بلا شك على ما ذكر، إنما كان إذ ذاك غلامًا، وأين أحدٌ من خيبر، فكيف يصح أن يُقال فيه: إنه كان دليل النبي إلى أحد.

٢١٩٩ - وذكر (٣) من طريق الدارقطني (٤)، عن ابن المُسيِّبِ، أنَّ عمر بن الخطاب: «قَضَى في قَومٍ وُجِدَ بينَهم قَتِيلُ، فاسْتَحلَفَ مِنهُم خَمْسِينَ … » الحديث.

وضعفه (٥) بعمر بن صُبيح، ولم يعرض لانقطاع ما بين سعيد وعمر (٦).


(١) ينظر: الطبقات الكبرى لابن سعد، متمم الصحابة (٢/ ٢٤٦ - ٢٤٧) ترجمة رقم: (٣٧).
(٢) معجم الصحابة، للبغوي (٣/ ٩٣ - ٩٤) رقم: (١٠٠٠).
(٣) بيان الوهم والإيهام (٢/ ٤٠٩) الحديث رقم: (٤١٥)، وهو في الأحكام الوسطى (٤/ ٤٦).
(٤) سنن الدارقطني كتاب الحدود والديات وغيره (٤/ ٢١٩ - ٢٢٠) الحديث رقم: (٣٣٥٤)، ومن طريقه البيهقي في سننه الكبرى، كتاب القسامة باب أصل القسامة والبداية فيها مع اللوث بأيمان المدعي (٨/ ٢١٦) الحديث رقم: (١٦٤٥١)، من طريق محمد بن يعلى، عن عُمر بن صُبيح، عن مقاتل بن حيان، عن صفوان بن سليم، عن سعيد بن المسيب، أنه قال: لَمَّا حَجَّ عُمَرُ حَجَّتَهُ الْأَخِيرَةَ الَّتِي لَمْ يَحُجَّ غَيْرَهَا، غُودِرَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَتِيلًا فِي بَنِي وَادِعَةَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ عُمَرُ، وَذَلِكَ بَعْدَ مَا قَضَى النُّسُكَ، فَقَالَ لَهُمْ: «هَلْ عَلِمْتُمْ لِهَذَا الْقَتِيلِ قَاتِلًا مِنْكُمْ؟»، قَالَ الْقَوْمُ: لَا، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُمْ خَمْسِينَ شَيْخًا فَأَدْخَلَهُمُ الْحَطِيمَ، فَاسْتَحْلَفَهُمْ بِاللَّهِ رَبِّ هَذَا الْبَيْتِ الْحَرَامِ، وَرَبِّ هَذَا الْبَلَدِ الْحَرَامِ، وَرَبِّ هَذَا الشَّهْرِ الْحَرَامِ، أَنَّكُمْ لَمْ تَقْتُلُوهُ الله، وَلَا عَلِمْتُمْ لَهُ قَائِلًا الله، فَحَلَفُوا بِذَلِكَ، … الحديث.
قال الدارقطني عقبه: «عمر بن صُبيح متروك الحديث».
وقال البيهقي عقبه: «رفعه إلى النبي منكر، وهو مع انقطاعه في رواية من أجمعوا على تركه».
(٥) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٤/ ٤٦).
(٦) صرّح الإمام أحمد بن حنبل بصحة سماع سعيد بن المسيب من عمر، فقد سأل أبو طالب أحمد بن حميد أحمد بن حنبل، فقال: «قلت: سعيد، عن عمر، حجة؟ قال: هو عندنا حجة، قد رأى عمر وسمع منه، إذا لم يُقبل سعيد، عن عمر، فمَن يُقبل؟ وقال الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد: إن ابن المسيب كان يسمّى راوية عمر بن الخطاب؛ لأنه كان أحفظ الناس لأحكامه وأقضيته». ينظر: الجرح والتعديل (٤/ ٦١) ترجمة رقم: (٢٦٢)، وتهذيب الكمال (١١/ ٧٤) ترجمة رقم: (٢٣٥٨).
وعلى مقتضى ذلك فلا يلزم إعلال هذا الحديث بالانقطاع.

<<  <  ج: ص:  >  >>