من حديث أبي سعيد، قال رسول الله ﷺ:«لَا يَقْضِي الْقَاضِي إِلَّا وَهُوَ شَبْعَانُ رَيَّانُ». قال: والقاسم بن محمد هذا متروك (١).
هذا نص ما ذكر، وتكرر له ذِكْرُ القاسم بن محمّدٍ فيه مرتين، [وهو عين](٢) الخطأ، وإنما الحديث في كتاب الدارقطني هكذا:
أنبأنا عبد الله بن أحمد بن ثابت البزاز، حدثنا القاسم بن عاصم، حدثنا موس بن داود، حدَّثنا القاسم بن عبد الله العمري، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري، عن أبيه، عن أبي سعيد.
والقاسم هذا متّهم بوضع الأحاديث، ولا أعلم في العُمريِّينَ مَنْ يُقال له: القاسم بن محمد.
وأيضًا فقد تَرَك في الإسنادِ مَنْ لا يصح من أجْلِه، وذلك أَنَّ أَشبَهَ مَنْ يكونُ عبد الله هذا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صَعْصَعة؛ فإنه الذي يروي عن أبي سعيد، ويروي عنه ابناه محمّد وعبد الرحمن، ولكن لا أُحقِّق أنه هو (٣)؛ وذلك لأنه في هذا الحديث إنما [يرويه](٤) عن أبيه، عن أبي سعيد، فلا أدري - لأجل
وإسناده واه جدا، لأجل القاسم بن عبد الله بن عمر العمري، فهو متروك، رماه أحمد بالكذب فيما قال الحافظ في التقريب (ص ٤٥٠) ترجمة رقم: (٥٤٦٨)، وعبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري، والد عبد الله، لم أقف له على ترجمة فيما بين يدي من المصادر. وقال البيهقي عقب الحديث: «تفرد به القاسمُ العُمري، وهو ضعيف». وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٤/ ٩٥) الحديث رقم: (٧٠٠٠)، وقال: «رواه الطبراني في الأوسط، وفيه القاسم بن عبد الله بن عمر، وهو متروك كذاب». كما أورده الحافظ في التلخيص الحبير (٤/ ٤٥٧) الحديث رقم: (٢٠٩٠)، وقال: «وفيه القاسم العمري، وهو متهم بالوضع». (١) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٤/ ٤٥٧)، وفي المطبوع منه: «والقاسم هذا متروك» دون ذكر «محمد». (٢) في النسخة الخطية: «في غير»، وهو تحريف ظاهر، والمثبت على الصواب من بيان الوهم (٢/ ٨٩) (٣) كذلك وقع مُسمى في إسناد الطبراني: «عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة». وهذا قد ترجم له المزي في تهذيب الكمال (١٥/ ٢٠٨) ترجمة رقم: (٣٣٨١)، وذكر أنه يروي عن أبي سعيد الخدري، وعنه ابناه عبد الرحمن ومحمد، وذكر أنه روى له البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجه، وقال عنه الحافظ في التقريب (ص ٣١١) ترجمة رقم: (٣٤٣١): «ثقة». (٤) في النسخة الخطية: «يروي»، والمثبت من بيان الوهم (٢/ ٨٩)، وهو الصواب في هذا السياق.