عن قبيصة بن ذُؤيب، قال:«جاءتْ الجَدَّةُ إلى أبي بكر … » الحديث.
ثم قال (١): ليس هذا الحديثُ بمتَصلِ السَّماع فيما أعلم، والحديث مشهور. انتهى قوله.
وهذا الحديث في «الموطأ»(٢)، ومن طريق مالك ساقه أبو داود، يرويه عن ابن شهاب، عن عثمان المذكور، عن قبيصة.
والذي ظن أبو محمد من عَدَم الاتِّصال إنَّما هو فيما بين قبيصة وأبي بكرٍ وعمر، وإنه ليقوى ما تخوّف، ولكن قد أعرض عن ذلك الترمذي، فقال فيه: حسن صحيح، وهو لا يقول ذلك في المنقطع، فهو عنده متصل.
٢٠٥٥ - وذَكَر (٣) من طريقه (٤) أيضًا، عن الحسن، أنَّ عمر بن الخطاب قال:
= والحديث أورده الحافظ في التلخيص الحبير (٣/ ١٨٦) الحديث رقم: (١٣٤٩)، وقال: وإسناده صحيح لثقة رجاله، إلّا أنّ صُورته مرسل، فإنّ قَبيصة لا يصح له سماع من الصديق، ولا يمكن شُهوده للقصة، قاله ابن عبد البر بمعناه، وقد اختلف في مولده، والصحيح أنه ولد عام الفتح، فيَبْعُد شهوده القصة، وقد أعله عبد الحق - تَبَعًا لابن حزم بالانقطاع. وقال الدارقطني في العلل بعد أن ذكر الاختلاف فيه عن الزهري: يُشبه أن يكون الصواب قول مالك ومَنْ تابَعَهُ. وينظر: التمهيد (١١/ ٩٢) - (٩٣)، وعلل الدارقطني (١/ ٢٤٨ - ٢٥٠) الحديث رقم: (٤٦). كما ذكر البخاري الحديث في التاريخ الكبير (٦/ ٢١٢) في ترجمة عثمان بن إسحاق بن خرشة، برقم: (٢١٩٧)، ثم قال: «مرسل»، وقال ابن حزم في المحلى (٨/ ٢٩٢): «حدث قبيصة منقطع، لأنه لم يدرك أبا بكر، ولا سمعه من المغيرة ولا محمد». (١) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٣/ ٣٢٨). (٢) تقدم توثيقه من عنده أثناء تخريج هذا الحديث. (٣) بيان الوهم والإيهام (٢/ ٤٧٤) الحديث رقم: (٤٧٤)، وهو في الأحكام الوسطى (٣/ ٣٢٨). (٤) يعني من طريق أبي داود وهو في سننه، كتاب الفرائض باب ما جاء في ميراث الجد (٣/ ١٢٢) الحديث رقم: (٢٨٩٧)، من طريق يونس بن عُبيد البصري، عن الحسن البصري، أن عمر بن الخطاب قال؛ وذكره. ورجال إسناده ثقات، غير أنَّ الحسن البصري لم يسمع من عمر كما هو معروف، قال المنذري في تهذيب سنن أبي داود (٢/ ٢٨٧) الحديث رقم: (٢٧٧٧): «حديث الحسن، عن عمر بن الخطاب منقطع، فإنه ولد في سنة إحدى وعشرين، وقتل عمر ﵁ في سنة ثلاث وعشرين، ومات فيها، وقيل: مات سنة أربع وعشرين». لكن للحديث طريق آخر عن معقل بن يسار يتقوى به فقد أخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب الفرائض، باب فرائض الجدّ (٢/ ٩٠٩) الحديث رقم: (٢٧٢٢)، والنسائي في سننه الكبرى،=