أبي وقاص من مَرَضِه؛ يعني حينَ مَرِضَ بمكّةَ أَنْ يُخرَجَ من مكة وأنْ يُدفن في طريق المدينة».
ثم قال (١): وذكَرَه البزار (٢).
وليس هو عند البزار إلا أن يكون من بعض أماليه (٣).
وأما عند عبد الرزاق فهو مرسل.
قال عبد الرزاق (٤): حدثنا ابن جريج، أخبرني عبد الله بن عثمان بن خُثيم، عن نافع بنِ سَرْجِسَ، أن سعد بن أبي وقاص اشتكى خلاف النبي ﷺ بمكة، حين ذهب ﵇ إلى الطائفِ، فلمَّا رَجَع قال ﵇ لعمرو بن القاري:«يا عَمْرُو، إِنْ ماتَ فها هنا» وأشار إلى طريق المدينة.
وقال أيضًا عبد الرزاق (٥)، عن ابن عيينة: حدثني إسماعيل بن محمد بن
(١) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٣/ ٣٢١). (٢) هو في مسند البزار كما في كشف الأستار (٢/ ١٤٠) الحديث رقم: (١٣٨٣)، من طريق وهيب (بن خالد)، حدثنا عبد الله بن عثمان بن خُثيم، حدَّثنا عمرو بن القاري، عن أبيه، عن جده عمرو بن القاري، أن رسول الله ﷺ قَدِم مكة، فخَلَف سعدًا حين خرج إلى حنين؛ فذكره. وفي آخره أنه ﷺ قال: «يا عمرو، إن مات سعد هاهنا، فادفنه نحو طريق المدينة» وأشار بيده هكذا. وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (٢٧/ ١٢٥) الحديث رقم: (١٦٥٨٤)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (١٣/ ٢٢٢) الحديث رقم: (٥٢٢٣)، والبيهقي في سننه الكبرى، كتاب السير، باب مَنْ كره أن يموت بالأرض التي هاجر منها (٩/ ٣٢) الحديث رقم: (١٧٧٨٥)، من طريق وهيب بن خالد، به. وإسناده ضعيف لجهالة حال عمرو بن القاري، وهو عمرو بن عبد الله بن عمرو بن عبد القاري، ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٦/ ٢٧٠ - ٢٧١) ترجمة رقم: (١٤٩٦)، ولم يذكر في الرواة عنه سوى عبد الله بن عثمان بن خُثيم، ولم يذكر فيه عن أحدٍ جرحًا ولا تعديلا، ولم يؤثر توثيقه عن أحد. (٣) هو عند البزار، كما تقدم تخريجه من عنده آنفًا، فلا استدراك في ذلك على عبد الحق الإشبيلي. ولهذا ذكر ابن المواق هذا الحديث في بغية النقاد النقلة (٢/ ١٩٥) برقم: (٣٤٥)، وذكر ما قاله ابن القطان: «وليس هو عند البزار … »، ثم تعقبه بقول: «بل ذكره أيضًا البزار، في الجزء الأول من أحاديث المشايخ المقلين؛ فقال؛ … »، ثم ذكره بإسناده ومتنه. (٤) تقدم توثيقه من عنده أثناء تخريج هذا الحديث. (٥) في مصنفه، كتاب الجنائز، باب السلام على قبر النبي ﷺ (٣/ ٥٧٨) الحديث رقم:=