٢٠١٩ - (١) ثم أشار إلى حديث ابن عباس في ذلك، ولم يذكر مَتْنَهُ، وعزاه إلى الدارقطني (٢).
وَرَدَّهُ (٣) بأن في إسناده محمد بن عُبيد الله العَرْزَمي، وهو ضعيف، وبقي عليه أن يُبَيِّنْ أنه لا يَصِلُ إلى العَرْزَمي إلا على لسان كذاب؛ لعل الجناية منه، وهو إبراهيم بن أبي يحيى، وهو بِنَفْسِه قد نَسَبَ إليه الكذب في مواضع نبهنا عليها (٤).
وإسناد هذا الحديث هو هذا: قال الدارقطني: حدثنا عبد الصمد بن علي، حدثنا محمد بن نوح بن حرب العسكري، حدثنا يحيى بن غيلان، حدثنا إبراهيم بن أبي يحيى، عن محمد بن عُبيد الله، عن عطاء، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ قال: «مَنْ وَهَبَ هِبَةً فارتَجعَ فيها، فهو أحق بها ما لم يُثَبْ (٥) منها، ولكنه كالكلب يعود في قيئه»، ويحيى بن غيلان ثقة (٦).
= وفي بيان الوهم والإيهام (٣/ ٣١٣): «من طريق الدارقطني» وهو الصواب، فالحديث في سننه، وإليه عزاه عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (٣/ ٣١٣). وقد سلف هذا الحديث مع تخريجه والكلام عليه برقم: (٤٢١). (١) بيان الوهم والإيهام (٥/ ١٣٥) الحديث رقم: (٨٣٥)، وهو في الأحكام الوسطى (٣/ ٣١٣). (٢) سنن الدارقطني، كتاب البيوع (٣/ ٤٦٢) الحديث رقم: (٢٩٧٥)، من طريق محمد بن نوح بن حرب العسكري، حدثنا يحيى بن غيلان، حدثنا إبراهيم بن أبي يحيي، عن محمد بن عبيد الله، عن عطاء، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ، قال: «مَنْ وَهَبَ هِبَةً فَارْتَجَعَ بِهَا، فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا مَا لَمْ يُثَبْ مِنْهَا، وَلَكِنَّهُ كَالْكَلْبِ يَعُودُ فِي قَيْتِهِ». وإسناده ضعيف جدا، فيه إبراهيم بن أبي يحيى: وهو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، ذكره الذهبي في الكاشف (١/ ٢٢٤) ترجمة رقم: (١٩٧)، وقال: «قال البخاري: جهمي تركه ابن المبارك والناس. وقال أحمد: قدري معتزلي جهمي، كل بلاء فيه. وقال يحيى القطان: كذاب»، وقال الحافظ التقريب (ص ٩٣) ترجمة رقم: (٢٤١): «متروك»، وقد رواه عن محمد بن عبيد الله: وهو ابن أبي سليمان العرزمي، وهو متروك أيضًا كما في التقريب (ص ٤٩٤) ترجمة رقم: (٦١٠٨). (٣) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٣/ ٣١٣). (٤) ينظر ما تقدم من كلام على الحديث رقم: (١٣٢٣)، وذكره أيضًا عبد الحق في الأحكام الوسطى (٣/ ١٥٦)، وقال فيه: «وإبراهيم هذا متروك الحديث، تركه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو حاتم، وابن المبارك وغيرهم». (٥) في النسخة الخطية: «يُثْبَتُ»، وهو خطأ، والمثبت على الصواب من بيان الوهم والإيهام (٣/ ١٣٥)، وهو الموافق لما في سنن الدارقطني. (٦) يحيى بن غيلان: هو ابن عبد الله الخزاعي أو الأسلمي، قال الفضل بن سهل: ثقة مأمون.=