للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وسكت عنه (١)، وهو متسامح فيه؛ فإنّه من رواية البزار، عن محمَّدِ بنِ عبد الأعلى وأزهر بن جميل، قالا: حدَّثنا المُعتمر بن سليمان: قرأت على الفضيل بن ميسرة، عن أبي حريز، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله؛ فذكره. وقد تقدم القول في أبي حريز (٢).

١٩٨٣ - وذكر (٣) من طريق النسائي (٤)، عن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي،


= قال: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ أُذُنَانٍ يُقْرِضُ عَلْقَمَةَ أَلْفَ دِرْهَم إِلَى عَطَائِهِ، فَلَمَّا خَرَجَ عَطَاؤُهُ تَقَاضَاهَا مِنْهُ، وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، فَقَضَاهُ، فَكَأَنَّ عَلْقَمَةَ غَضِبَ، فَمَكَثَ أَشْهُرًا ثُمَّ أَتَاهُ، فَقَالَ: أَقْرِضْنِي أَلْفَ دِرْهَم إِلَى عَطَائِي، قَالَ: نَعَمْ، وَكَرَامَةٌ، يَا أُمَّ عُتْبَةَ هَلُمِّي تِلْكَ الْخَرِيطَةَ الْمَخْتُومَةَ الَّتِي عِنْدَكِ، فَجَاءَتْ بِهَا، فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ إِنَّهَا لَدَرَاهِمُكَ الَّتِي قَضَيْتَنِي، مَا حَرَّكْتُ مِنْهَا دِرْهَمًا وَاحِدًا، قَالَ: فَللَّهِ أَبُوكَ؛ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ بِي؟ قَالَ: مَا سَمِعْتُ مِنْكَ، قَالَ: مَا سَمِعْتَ مِنِّي؟ قَالَ: سَمِعْتُكَ تَذْكُرُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ، قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُقْرِضُ مُسْلِمًا قَرْضًا مَرَّتَيْنِ، إِلَّا كَانَ كَصَدَقَتِهَا مَرَّةً».
قال البوصيري في مصباح الزجاجة (٣/ ٦٩) الحديث رقم: (٨٥٨): «هذا إسناد ضعيف؛ قيس بن رومي، مجهول، وسليمان بن يسير، ويقال: ابن قُشَير، ويقال: ابن شُتير، ويقال: ابن سفيان، وكله واحد متفق على تضعيفه».
ولحديث ابن أُذُنَانٍ هذا طريق آخر، أخرجه الإمام أحمد في مسنده (٩/ ٢٤٧) الحديث رقم: (٥٣٦٦)، من طريق حماد بن سلمة، أخبرنا عطاء بن السائب، عن ابن أُذُنَان، قال؛ وذكر نحوه. وعطاء بن السائب صدوق قد اختلط، كما ذكر الحافظ ابن حجر في التقريب (ص ٣٩١) ترجمة رقم: (٤٥٩٢)، وسماع حمّاد بن سلمة منه مختلف فيه، كما هو مبين في تهذيب التهذيب (٧/ ٢٠٧)، وقد رجح بعض الحفاظ أنه سمع منه قبل الاختلاط، كما تقدم في التعليق على الحديث رقم: (٢٣١).
وللحديث شاهد يتقوى به من حديث أنس ، أخرجه البيهقي في سننه الكبرى، كتاب البيوع، باب ما جاء في فضل الإقراض (٥/ ٥٧٩) الحديث رقم: (١٠٩٥٤)، من طريق عبيد الله بن عائشة، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت (هو البناني)، عن أنس، رفعه، قال: «قَرْضُ الشَّيْءِ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَتِهِ»، قال عقبه: «قال الإمام أحمد [لعل الصواب: البيهقي]: وجدته في المسند مرفوعًا، فَهِبْتُهُ، فقلتُ: رَفَعَه».
وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات.
(١) أي عبد الحق، ولم أقف عليه في المطبوع من الأحكام الوسطى.
(٢) ينظر ما تقدم في الكلام على الحديث رقم: (١٧٧٥) وما بعده.
(٣) بيان الوهم والإيهام (٤/ ٤٩٧ - ٤٩٨) الحديث رقم: (٢٠٦٤)، وهو في الأحكام الوسطى (٣/ ٢٨٤ - ٢٨٥).
(٤) السنن الصغرى، كتاب البيوع، باب الاستقراض (٧/ ٣١٤) الحديث رقم: (٤٦٨٣)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>