والبخاري إنّما أورده في «تاريخه» هكذا: وقال عياش بن الوليد: حدثنا عبد الأعلى، حدثنا ابن إسحاق، حدثني محمد بن يحيى بن حبّان، قال: كان جدي مُنقِذُ بن عمرو، أصابَتْهُ أمَّهُ (٢) في رأسه، فكسرت لسانه، ونَزَعتْ عقله، وكان لا يَدَعُ التجارة، فلا يزال يُغبنُ، فذَكَر ذلك للنبي ﷺ، فقال:«إذا بِعْت فَقُلْ: لا خلابة، وَأَنْتَ فِي كُلِّ سِلْعَةِ ابْتَعْتَها بِالخِيَارِ ثَلَاثَ لَيَالٍ»، وعاش ثلاثين ومئة سنة، وكان في زمن عثمان حتَّى كَثُرَ النَّاسُ يَبْتاعُ في السُّوق، فيُغْبَنُ، فيصير إلى أهله، فَيَلُومُونَه، فيرُدُّه، ويقول: إِنَّ النبيَّ ﵇ جَعَلني بالخيار ثلاثًا، حتى يَمُرّ الرَّجلُ من أصحاب النبي ﵇، فيقولُ: صَدَقَ.
١٩٧٥ - وذكر (٣) من طريق أبي داود (٤)، عن رافع بن خديج، ﷺ، عن النبي ﷺ: أنه «نهى عن كَسْبِ الإماء حتى يُعلم مِنْ أَيْنَ هُوَ».
وسكت عنه (٥)، وما مثله صُحح؛ فإنه من رواية عُبيد الله بن هرير، عن أبيه،
(١) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٣/ ٢٨١). (٢) الآمة: هي الشجة التي بلغت أُم الرأس، وهي الجلدة التي تجمع الدماغ. ينظر: النهاية في غريب الحديث (١/ ٦٨). (٣) بيان الوهم والإيهام (٤/ ٤٩٣) الحديث رقم: (٢٠٦٠)، وهو في الأحكام الوسطى (٣/ ٢٨١). (٤) سنن أبي داود، كتاب البيوع، باب في كسب الإماء (٣/ ٢٦٧) الحديث رقم: (٣٤٢٧)، من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن عبيد الله بن هرير، عن أبيه، عن جده رافع بن خُديج، قال؛ وذكره. وأخرجه الحاكم في المستدرك، كتاب البيوع (٢/ ٤٩) الحديث رقم: (٢٢٨٠)، والبيهقي في سننه الكبرى، كتاب الإجارة، باب كسب الإماء (٦/ ٢٠٩) الحديث رقم: (١١٦٩٠)، كلاهما من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، به. وإسناده ضعيف لجهالة حال عبيد الله بن هرير: وهو ابن عبد الرحمن بن رافع بن خديج، فقد روى عنه اثنان، أحدهما محمد بن عمر الواقدي كما في تهذيب الكمال (١٩/ ١٧١ - ١٧٢) ترجمة رقم: (٣٦٩١)، وذكره ابن حبّان في الثقات (٧/ ١٥١) ترجمة رقم: (٩٤٢٤)، وقال عنه الذهبي في الميزان (٣/ ١٦) ترجمة رقم: (٥٤٠٣): «مُقِلّ»، وذكر عن البخاري قوله: «حديثه ليس بالمشهور؛ ثم قال: يعني روايته عن أبيه هرير، عن جده رافع، أنه ﷺ نهى عن كسب الإماء، حتى يُعلم من أين هو». وقد ذكر الألباني في سلسلته الصحيحة (٧/ ٨١١ ـ ٨١٧) تحت الحديث رقم: (٣٢٧٥)، شواهد للحديث يتقوى بها. (٥) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٣/ ٢٨١).