للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

١٩٧٤ - وذكر (١) حديث الذي كان يُخْدَعُ في البيوع، من تاريخ البخاري (٢)، وفيه: «وَأَنْتَ فِي كُلِّ سَلْعَةِ ابْتَعْتَها بِالخِيَارِ ثَلَاثَ لَيَالٍ».


(١) بيان الوهم والإيهام (٤/ ٤٩١) الحديث رقم: (٢٠٥٩)، وذكره في (٤/ ٢٥٢ - ٢٥٣) الحديث رقم: (١٧٨٨٠)، وهو في الأحكام الوسطى (٣/ ٢٨١).
(٢) البخاري في التاريخ الكبير (٨/ ١٧)، في ترجمة منقذ بن عمرو المازني برقم: (١٩٩٠)، معلقا، فقال البخاري: قال عياش بن الوليد، حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، قال: حدثني محمد بن يحيى بن حبّان، قال: كان جدي منقذ بن عمرو أصابَتْهُ آمَّةٌ في رأسه، فكسرت لسانه، ونازَعَتْ عقله، وكان لا يَدَعُ التّجارة، ولا يزال يَعْبَنُ، فذكر ذلك لرسول الله ، فقال؛ وذكره.
وصرح البخاري نفسه في تاريخه الأوسط (١/ ٦٣) برقم: (٢٣٧)، بسماعه للحديث من شيخه عياش فقال: حدثني عياش هو ابن الوليد البصري، حدثنا عبد الأعلى (هو ابن عبد الأعلى السامي)، وقال: حدثنا ابن إسحاق، حدثني محمد بن يحيى بن حبّان، فذكره.
وأخرجه موصولًا ابن ماجه في سننه، كتاب الأحكام، باب الحجر على مَنْ يُفسد مالَهُ (٢/ ٧٨٩) الحديث رقم: (٢٣٥٥)، عن أبي بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، به.
ومحمد بن إسحاق صدوق مدلس، كما تقدم مرارًا، ولكنه صرح فيه بالتحديث عند البخاري في تاريخه الاوسط، فانتفت شُبهة تدليسه.
قال الزيلعي في نصب الراية (٤/ ٧) متعقّبًا الحافظ ابن القطان الفاسي في استدراكه على الإمام عبد الحقِّ في إيراده لهذا الحديث من عند البخاري من طريق ابن إسحاق معلقا: «وذهل ابن القطان في كتابه، فأنكر على عبد الحق حين عزاه إلى تاريخ البخاري، وقال: إنّ البخاري لم يصل سنده به، ثم أنكر عليه كونه لم يُعلّه بابن إسحاق، وكأن ابن القطان لم يقف على تاريخ البخاري الأوسط؛ وابن إسحاق الأكثر على توثيقه، وممن وثقه البخاري، والله أعلم».
وكذلك ذهل البوصيري في مصباح الزجاجة (٣/ ٥٢) في قوله على هذا الحديث (٢٣٨): «هذا إسناد ضعيف لتدليس ابن إسحاق، وله شاهد من حديث أنس رواه أصحاب السنن الأربعة».
قلت: وله أيضًا شاهد من حديث ابن عمر، في الصحيحين، فأخرجه البخاري في كتاب البيوع، باب ما يكره من الخداع في البيع (٣/ ٥٤) الحديث رقم: (٢١١٧)، ومسلم في كتاب البيوع، باب مَنْ يُخدع في البيع (٣/ ١١٦٥) الحديث رقم: (١٥٣٣)، من حديث عبد الله بن دينار، أنه سمع ابن عمر يقول: ذكر رجل لرسول الله أنه يُخدَعُ في البيوع، فقال رسول الله : «مَنْ بايَعْتَ فَقُلْ: لا خِلابَةَ»، فكان إذا بايع يقول: لا خيابة.
وقوله في الحديث: «لا خلابة» أي: لا خداع. وقوله: لا خيابة بالياء، قال ابن الأثير: وكأنها لثغة من الراوي، أبدَلَ اللام ياءً. النهاية في غريب الحديث (٢/ ٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>