للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ولن تَعْدَم أيضًا من يَظُنُّ به اضطرابًا في مَتْنِه؛ فإنّ لفظ الموصول: «أن جاريةً بكرًا ذكرت أنّ أباها زوجها وهي كارهة، فخيرها ».

وفي لفظ المرسل، عن عكرمة: «فردَّ نِكاحها»، ورُويَ: «فَفَرَّق بينهما»، وهذا مجتمع غير متناقض، وإنّما المعنى: فلم يلزمها ذلك، فإنه إذا خيرها فقد ردَّ الالتزام، وتركها لما ترى.

فأما حديث خنساء قصةٌ أُخرى، وهو أصل لباب آخر، ولو صح فيه أنها كانت بكرًا بسندٍ لا مَطْعَن فيه، تَناقَضَ الحديثان في حقها، والمُتقرِّرُ أنَّ هناك قصتين: قصَةُ خنساء، وهي كانت ثَيِبًا، وقصّة هذه الجارية، وهي كانت بكرًا، ولقد رُوي ذلك مصرحًا به، وإن كان لم يصح، وهو:

١٧٩٢ - (١) ما روى عبد الملك الذماري، عن الثوري، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن ابن عبّاس: «أَنَّ رسول الله ردَّ نكاح بكْرٍ وثيبٍ، أَنكَحَهُما أبوهما وهما كارهتانِ»، فرَدَّ نِكَاحَهُما (٢).

قال الدارقطني: هذا وَهْمٌ، والصَّوابُ: يحيى بن أبي كثير، [عن] (٣) المهاجر، عن عكرمة، مرسلا.

وقد أطلنا بما ليس من الباب؛ لأنّ أبا محمّدٍ نَسَب كَوْن خنساءَ بِكُرًا إلى كتاب أبي داود، بناءً على أنّ القصّة واحدة، وليس كذلك، ويلزمه عليه أن يعتقد في المذكورة في حديث جابرٍ وعائشةَ أنها خنساء، كما اعتقد في هذه التي في حديث ابن عباس، وذلك خطأ، فاعلمه.

١٧٩٣ - وذكر (٤) من طريق أبي أحمد (٥)، عن مؤمل بن إسماعيل، حدَّثنا


(١) بيان الوهم والإيهام (٢٥٠/ ٢ - ٢٥١) الحديث رقم: (٢٤٦).
(٢) أخرجه الدارقطني في السُّنن، كتاب النكاح (٤/ ٣٣٨) الحديث رقم: (٣٥٦٣)، من طريق عبد الملك الذماري، بالإسناد المذكور عن ابن عباس، به.
ثم قال الدارقطني: «هذا وهم من الذماري، وتفرد بهذا الإسناد، والصواب: عن يحيى بن أبي كثير، عن المهاجر، عن عكرمة، مرسلٌ، وهِمَ فيه الذِّماري، عن الثوريّ، وليس بقوي».
(٣) تصحف في النسخة الخطية إلى: (ابن)، تصويبه من بيان الوهم والإيهام (٢/ ٢٥١)، والمصادر.
(٤) بيان الوهم والإيهام (٥/ ٨٢) - (٨٣) الحديث رقم: (٢٣٢٧)، وذكره في (٥/ ٢٤٨) الحديث
رقم: (٢٤٥٥)، وهو في الأحكام الوسطى (٣/ ١٣٣).
(٥) الكامل في ضعفاء الرجال (٦/ ٤٨٢) في ترجمة عكرمة بن عمار، عن أبي عمار اليمامي =

<<  <  ج: ص:  >  >>