للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ذكر منها أبو داود حديث ابن عبّاس (١)، وهو صحيح، ولا يَضُرُّه أن يُرسله بعض رواته إذا أسنَدَه مَنْ هو ثقة.

وليس لخنساء عنده ذِكْرٌ إلا ما تقدَّم من أنها ثَيِّبٌ، ولا تَعْدَمُ في حديث ابن عباس، هذا مَنْ تُرجَّحُ روايته مرسلًا على رواية مَنْ رواه مسندا، كذلك فعل أبو داود والدارقطني على طريقة (٢) لهما قد عُلمت (٣)، والصواب غيرها.

وقد يُظنَّ أنَّ جرير بن حازم متفرد عن أيوب بوصله، بزيادة ابن عباس فيه، وليس كذلك، بل قد [رواه] (٤) عن أيوب كذلك زيد بن حبّان، ورواه أيضًا عن الثوري عن أيوب كذلك.


= وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (٤١/ ٤٩٢ - ٤٩٣) الحديث رقم: (٢٥٠٤٣)، عن وكيع بن الجراح، عن كَهْمَس بن الحسن، به.
ورجال إسناده ثقات، ولكن قال النسائي بإثره من سننه الكبرى: «هذا الحديث يُرسلونه». قلت: ثم إنه اختلف في إسناده عن كهمس بن الحسن؛ فرواه عنه علي بن غراب كما عند النسائي، ووكيع فيما رواه عنه أحمد، بالإسناد المذكور.
وخالفهما هناد بن السري، فرواه عن وكيع، فقال: عن كهمس بن الحسن، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: جاءت فتاة إلى النبي ؛ فذكره، وجعله من مسند بريدة، عن أبيه، قال: جاءت فتاة إلى النبي ؛ فذكره، وجعله من مسند بريدة لا عائشة، كذلك أخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب النكاح، باب مَنْ زوَّج ابنته وهي كارهة (٦٠٢/ ١) برقم: (١٨٧٤).
وقد ذكر الدارقطني (٨٩/ ١٥) هذا الحديث برقم: (٣٨٦١)، وأوضح فيه الاختلاف عن كهمس، وزاد: «وخالفهم عبد الله بن إدريس، ويزيد بن هارون، وعون بن كهمس، رَوَوْهُ عن كهمس، عن ابن بريدة، أنّ فتاةً أَتَتْ عائشة، فقالت: إنّ أبي زوَّجني ولم يستأمرني، فجاء النبي ، فذكرت ذلك له … ، فيكون مرسلًا في رواية هؤلاء الثلاثة، وهو أشبه بالصواب».
وقولها في الحديث: «ليرفعَ خَسِيسَتَهُ» قال السندي: «أي ليزيل عنه بإنكاحي إياه دناءَتَهُ؛ أي: أنه خسيس، فأراد أن يجعله بي عزيزًا» حاشية السندي على سنن النسائي (٦/ ٨٧) الحديث رقم: (٣٢٦٩).
(١) تقدم تخريجه من سنن أبي داود قريبا.
(٢) في مطبوع بيان الوهم والإيهام (٢/ ٢٥٠): عن طريقة، والمثبت من النسخة الخطية، وهو الأظهر في هذا السياق.
(٣) ينظر: ما تقدم تخريج الأحاديث السابقة آنفًا.
(٤) في النسخة الخطية: «روى له»، وهو خطأ ظاهر، والمثبت على الصواب من بيان الوهم (٢/ ٢٥٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>