للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وسكت عنه (١)، ولم يُبيّن أنه من رواية عمرو بن شعيب، عن المَقْبُري،


= من طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده.
فإن حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده في هذا المعنى، أخرجه أبو داود في سننه، كتاب النكاح، باب في قوله تعالى: ﴿الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً﴾ [النور: ٣] (٢/ ٢٢٠ - ٢٢١) الحديث رقم: (٢٠٥١)، من طريق عبيد الله بن الأخنس، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن مرثد بن أبي مرثد الغنوي كان يحمل الأسارى بمكة، وكان بمكة بغي يُقال لها: عناق، وكانت صديقته، قال: جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْكِحُ عَنَاقَ؟ قَالَ: فَسَكَتَ عَنِّي، فَنَزَلَتْ: ﴿وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ﴾ [النور: ٣]، فَدَعَانِي فَقَرَأَهَا عَلَيَّ وَقَالَ: «لَا تَنْكِحُهَا».
وأخرجه الترمذي في سننه كتاب تفسير القرآن باب ومن سورة النور (٥/ ٣٢٨ - ٣٢٩) الحديث رقم: (٣١٧٧)، والنسائي في سننه الصغرى، كتاب النكاح، باب تزويج الزانية (٦) (٦٦) الحديث رقم: (٣٢٢٨)، وفي سننه الكبرى، كتاب النكاح باب تحريم تزويج الزانية (٥/ ١٥٨) الحديث رقم: (٥٣١٩)، كلاهما من طريق عبيد الله بن الأخنس، به.
وإسناده حسن لأجل عمرو بن شعيب وأبيه شعيب: وهو ابن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، فهما صدوقان حَسَنا الحديث كما سلف بيان ذلك مرارا.
وقال الترمذي: حديث «حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه».
ومن الوجه المذكور أخرجه الحاكم في المستدرك، كتاب النكاح (٢/ ١٨٠) برقم: (٢٧٠١)، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه»، وقال الذهبي في تلخيصه: «صحيح».
فالحديث بهذا المعنى ليس من طريق عمرو بن شعيب، عن المقبري، عن أبي هريرة، كما سيذكره الحافظ ابن القطان فيما يأتي عنه؛ لأنه بهذا الطريق يُروى بلفظ: «لا ينكح الزاني المجلود إلا مثله».
وهذا أخرجه أبو داود في سننه، كتاب النكاح، باب في قوله تعالى: ﴿الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً﴾ [النور: ٣] (٢/ ٢٢١) الحديث رقم: (٢٠٥٢)، والإمام أحمد في مسنده (١٤/ ٥٢) الحديث رقم: (٨٣٠٠)، والحاكم في مستدركه كتاب النكاح (٢/ ١٨٠) الحديث رقم: (٢٧٠٠)، من طريق عمرو بن شعيب عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، به، دون ذكر قصة أم مهزُولٍ أو عناق فيه.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد»، ووافقه الحافظ الذهبي.
قلت: بل هو حسن، لحال عمرو بن شعيب، فهو صدوق، كما تقدم مرارًا.
وحديث أبي هريرة هذا قد أفرد عبد الحق الإشبيلي ذِكْرَه بعد أن ساق حديث عبد الله بن عمرو الذي فيه قصة أم مهزول، ثم قال بإثره: «ذكره أبو داود والنسائي بمعناه»، ثم قال: «وقال أبو داود: عن أبي هريرة قال رسول الله : لا ينكح الزاني المجلود إلا مثله»، فما كان من الحافظ ابن القطان إلا أن لفق إسناد أبي هريرة بمتن حديث عبد الله بن عمرو؛ فجانب الصواب في ذلك!

<<  <  ج: ص:  >  >>