ثم قال (١): يرويه شيخ من أهل الأردن، يُقال له: أبو عبد العزيز. انتهى ما ذكر.
كأنه لم يعرف أبا عبد العزيز هذا، فرمى بالحديثَ من أجْلِه.
وإسناد أبي داود هو هذا: حدَّثنا ابنُ المُصَفّى، حدثنا محمد بن المبارك، عن يحيى بن حمزة، حدثنا أبو عبد العزيز، شيخ من أهل الأردن، عن عبادة بنُ نُسَيِّ، عن عبد الرحمن بن عثمان، قال: رابطنا مدينةَ قِنَّسْرِينَ مع شُرحبيل بنِ السَّمْطِ، فلمّا فتحناها، أصاب فيها غَنَمًا وبقرًا، فقَسَم طائفة منها، وجعل بَقِيَّتها في المَغْنَم، فلقيتُ معاذا فحدثنيه، فقال: غَزَوْنا؛ فذكره بنصه.
وكلُّ رجاله ثقات، وأبو عبد العزيز: هو يحيى بن عبد العزيز الأردني، والد أبي عبد الرحمن الشافعي الأعمى، صاحب الكلام المنسوب إلى البدعة، روى عنه يحيى بن حمزة، والوليد بن مسلم، قال أبو حاتم: ما بحديثه بأس (٢). وذكره البخاري (٣)، وسماه ابن الجارود كما سميناه، وذَكَر روايته عن عبادة بن نُسَيِّ، فَاعلَمْهُ.
١٧٣٥ - وذكر (٤) من طريقه أيضًا (٥): حدثنا هناد بنُ السَّرِي، حدثنا
= «مقبول»؛ يعني: عند المتابعة، وإلا فلين الحديث. وقد تعقبه بشار عواد وشعيب الأرنؤوط في تحرير التقريب (٤/ ٩٣) ترجمة رقم: (٧٥٩٧)، فقالا: «بل: صدوق حسن الحديث، فقد روى عنه ثلاثة، وقال أبو حاتم: ما بحديثه بأس، وذكره ابن حبان في الثقات، وذكره أبو زرعة الدمشقي في تسمية نفر أهل زهد وفضل». وأما محمد بن المصفى: وهو الحمصي، فقد قال عنه الذهبي في الكاشف (٢/ ٢٢٢) ترجمة رقم: (٥١٥٧): «ثقة يُغرب». وقد أورد الذهبي هذا الحديث في كتابه «الردّ على ابن القطان في كتابه بيان الوهم والإيهام» (ص ٥٦) برقم: (٧٥)، وعقب على كلام الحافظ ابن القطان بقوله: «قلت: هذا لا يُعرف بإسناد سوى هذا، وابنُ مُصَفّى يُعَدُّ تفرُّده منكرا». قلت: لكنه لم يتفرد به، بل هو متابع فيه. فقد أخرجه الطبراني في المعجم الكبر (٢٠/ ٦٩، ٨٩) الحديث رقم: (١٢٩، ١٧٠)، من طريق عبد الله بن يوسف وهشام بن عمار، عن يحيى بن حمزة، به. (١) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٣/ ٨٦). (٢) الجرح والتعديل (٩/ ١٧٠) ترجمة رقم: (٦٩٦). (٣) التاريخ الكبير (٨/ ٢٩١) ترجمة رقم: (٣٠٤٠). (٤) بيان الوهم والإيهام (٥/ ٣٩٢) الحديث رقم: (٢٥٦١)، وذكره في (٢/ ٦٠٥) الحديث رقم: (٦٢٢)، وهو في الأحكام الوسطى (٣/ ٨٧). (٥) أي: من طريق أبي داود، وقد سلف الحديث بتمامه مع تخريجه والكلام عليه برقم: (١٧١٨).