للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

كذا أورده (١)، وهو كما ذَكَر، وأصلُ القصّة في كتاب مسلم (٢)، وهي عند أبي داودَ مُطوَّلةٌ مشروحة، يتبين من إيرادها أنه عن خالد منقطع الإسناد، وعن عوف متَّصِلُه.

قال أبو داود (٣): [حدثنا أحمد بن محمّد بن حنبل،] (٤) حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك، قال: خَرَجْتُ مَعَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ فِي غَزْوَةِ مُؤْتَةَ (٥)، وَرَافَقَنِي مَدَدي مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، لَيْسَ مَعَهُ غَيْرُ سَيْفِهِ، فَنَحَرَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ جَزُورًا، فَسَأَلَهُ الْمَدَدِيُّ طَائِفَةٌ مِنْ جِلْدِهِ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، فَاتَّخَذَهُ كَهَيْئَةِ الدَّرقَةِ (٦)، وَمَضَيْنَا، فَلَقِينَا جُمُوعَ الرُّومِ، وَفِيهِمْ رَجُلٌ عَلَى فَرَسٍ لَهُ أَشْقَرَ، عَلَيْهِ سَرْجٌ مُذْهَبٌ، وَسِلَاحٌ مُذْهَبٌ، فَجَعَلَ الرُّومِيُّ يُغْرِي (٧) بِالْمُسْلِمِينَ، فَقَعَدَ لَهُ الْمَدَدِيُّ خَلْفَ صَخْرَةٍ، فَمَرَّ بِهِ الرُّومِيُّ؛ فَعَرْقَبَ


= وقد أخرجه الإمام أحمد في مسنده (٢٨/ ٢٥) الحديث رقم: (١٦٨٢٢)، عن أبي المغيرة، عن صفوان بن عمرو، به.
وأبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، وهو ثقة من رجال البخاري ومسلم. ينظر: تقريب التهذيب (ص ٣٦٠) ترجمة رقم: (٤١٤٥).
والحديث ذكره الحافظ في التلخيص الحبير (٣/ ٢٢٨) برقم: (١٤٠٢)، وعزاه لأبي داود وغيره، ثم قال: «وهو ثابت في صحيح مسلم، في حديث طويل، فيه قصة لعوف بن مالك مع خالد بن الوليد».
(١) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٢/ ٩٠).
(٢) تقدم تخريجه من عنده أثناء تخريج هذا الحديث.
(٣) سنن أبي داود، كتاب الجهاد، باب في الإمام يمنع القاتل السَّلب إن رأى، والفرس والسلاح من السَّلَب (٣/ ٧١) الحديث رقم: (٢٧١٩)، من الوجه المذكور، به. وتقدم تمام تخريجه أثناء تخريج هذا الحديث.
(٤) ما بين الحاصرتين أخلت به هذه النسخة، استدركته من بيان الوهم والإيهام (٢/ ٤٦٨)، وهو الموافق لما في سنن أبي داود (٣/ ٧١).
(٥) قوله: مَدَدي: منسوبٌ من المَدَد: وهم الأعوان والأنصار. النهاية في غريب الحديث والأثر (٤/ ٣٠٨).
(٦) الدَّرقَة: نوع من الجُنَنِ التي يُستتر بها في الحروب كالترس، وتكون من الجلود. ينظر: تفسير غريب ما في الصحيحين (ص ١٤٤)، والفائق في غريب الحديث (٢/ ٩)، وقيل: الدرقة: السير عون المعبود (٧/ ٢٧٨).
(٧) يغري: قال في عون المعبود (٧/ ٢٧٨): (يفري) بالفاء والراء، كيرمي؛ أي: يُبالغ في النكاية والقتل، وفي بعض النسخ: (يُغري) بالغين، من الإغراء؛ أي: يُسلّط الكفرة على المسلمين، =

<<  <  ج: ص:  >  >>