للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقد رواه شعبة، عن حميد بن هلال، قال: سمعتُ ابن مغفل يقول: «رُميَ إلينا جِرابٌ فيه طعام وشحم يوم خيبر، فوَثَبْتُ لأخُذَه، قال: فالتفت، فإذا رسول الله ، فاسْتَحيَيْتُ منه».

ذكره مسلم (١)، وهو مؤكِّدٌ لِمَا قُلناه، فإنه يُفهم أنه لم يأخذه؛ حياءً من النبي .

وقد رواه مسلم بن إبراهيم وعفَّان بن مسلم عن شعبة فنصا على هذا المعنى، فقالا فيه: «فتبسم ، فاسْتَحْيَيْتُ أَنْ آخُذَه». ذُكَره ابن أيمن، عن ابن أبي خيثمة، عنهما (٢).

والمقصود الآن ليس هذا، ولكن زيادة مفيدةٌ لِمَا أُريد، رافعةٌ لِمَا أَبهَمَتْهُ هذه الأحاديث أو احتَمَلَتْهُ، وهي:

ما ذكر أبو داود الطيالسي في مسنده (٣): حدثنا شعبة وسليمان بن المغيرة العبسي، كلاهما عن حميد بن هلال العدوي، قال: سمعتُ ابن مغفل يقول: «دُلِّيَ جِرابٌ من شَحْم يومَ خَيْبَرَ، فأخَذْتُه، فقلتُ: هذا لي، لا أُعطي أحدًا منه شيئًا، فالتفتُ فإذا رسول الله ، قال: فاسْتَحْيَيْتُ منه»، قال سليمان في حديثه - وليس في حديث شعبة -: أن رسول الله قال: «هو لك».

فهذه الزيادة نص في إباحته له، وهي صحيحة الإسناد، ولا تُناقض شيئًا مما تقدَّم، فاعْلَمْهُ.


(١) صحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب جواز الأكل من طعام الغنيمة في دار الحرب (٣/ ١٣٩٣) الحديث رقم: (١٧٧٢) (٧٣)، من الوجه المذكور، به.
وهو في صحيح البخاري أيضًا، كتاب فرض الخمس، باب ما يُصيب من الطعام في أرض الحرب (٤/ ٩٥) الحديث رقم: (٣١٥٣)، من طريق شعبة، بنحوه.
(٢) ابن أيمن: هو محمد بن عبد الملك بن أيمن، ومن طريقه أخرجه ابن حزم في المحلّى (٥/ ٤٢٠)، قال: حدثنا أحمد بن زهير بن حرب (هو ابن أبي خيثمة)، حدثنا عفان بن مسلم ومسلم بن إبراهيم، قالا: حدثنا شعبة؛ فذكره.
وأخرجه ابن أبي خيثمة أحمد بن زهير بن حرب في تاريخه الكبير، السفر الثاني (١/ ٣٣٥) الحديث رقم: (١٢٢٥)، عن مسلم بن إبراهيم وعفان بن مسلم، عن شعبة، به.
(٣) مسند الطيالسي (٢/ ٢٣٢) الحديث رقم: (٩٥٩)، من الوجه المذكور، به.
وعن أبي داود الطيالسي، عن شعبة وحده، بالإسناد المذكور، أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب فرض الخمس، باب ما يُصيب من الطعام في أرض الحرب (٤/ ٩٥) الحديث رقم: (٣١٥٣)، به، من غير الزيادة التي رواها سليمان العبسي.

<<  <  ج: ص:  >  >>