هذا ما ذكر، ولم يَعْزُ هذا الموصول، ولا أعرف له الآن موقعًا، فاعلم ذلك.
١٦٧٧ - وذكر (١) من طريق أبي داود (٢)، عن القاسم مولى عبد الرحمن، عن بعض أصحاب النبي ﷺ، قال: «كُنَّا نَأْكُلُ الجَزَرَ في [الغَزْوِ](٣)، لا نَقْسِمُه» الحديث.
ففي بعض النسخ يَسْكُت عنه (٤)، وفي بعضها أتبعه أن قال: قد تقدم الكلام في القاسم (٥). والحديث أيضًا مرسل.
فنقول وبالله التوفيق: إن صحت هذه الزيادة؛ فهو قد أعله
=جارية، عن حبيب بن مسلمة، أَنْ النَّبِيَّ ﷺ «عَرَّبَ الْعَرَبِيَّ، وَهَجَّنَ الْهَجِينَ». قال ابن عدي عقبه: «وهذا حديث لا يوصله غير أحمد بن أبي أحمد هذا، ورواه غيره، عن حماد بن خالد، فلم يذكر في إسناده زياد بن جارية، ولا حبيب بن مسلمة، وقد حدث عن حماد غير أحمد هذا؛ فلم يذكرهما في الإسناد؛ يعني: زياد بن جارية وحبيب بن مسلمة». وقال ابن عدي في ترجمة أحمد بن أبي أحمد محمد الجرجاني هذا: «أحاديثه ليست بمستقيمة، كأنه يغلط فيها». (١) بيان الوهم والإيهام (٣/ ٦١) الحديث رقم: (٧٢٥)، وذكره أيضًا في (٢/ ٥٩٣) الحديث رقم: (٥٩٤) و (٤/ ٤١٨) الحديث رقم: (١٩٩٣)، وهو في الأحكام الوسطى (٢/ ٨٦). (٢) سنن أبي داود، كتاب الجهاد، باب في حَمْلِ الطعام من أرض العدو (٣/ ٦٦) الحديث رقم: (٢٧٠٦)، عن سعيد بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن وَهْبٍ، قال: أخبرنا عمرو بن الحارث، أَنَّ ابْنَ حَرْشَفِ الأَزْدِيَّ حَدَّثَهُ، عَنِ الْقَاسِمِ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: «كُنَّا نَأْكُلُ الْجَزَرَ فِي الْغَزْوِ وَلَا نَقْسِمُهُ، حَتَّى إِنْ كُنَّا لَنَرْجِعُ إِلَى رِحَالِنَا، وَأَخْرِجَتُنَا مِنْهُ مُمْلَأَةٌ». وهو في سنن سعيد بن منصور، كتاب الجهاد، باب ما جاء في إباحة الطعام بأرض العدو (٢/ ٣١٨) الحديث رقم: (٢٧٣٩)، عن عبد الله بن وهب، به. وإسناده ضعيف لجهالة ابن حَرْشَفٍ الأزدي، قال الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال (٤/ ٥٩١) ترجمة رقم: (١٠٧٦٨): «لا يُعرف»، وقال الحافظ ابن حجر في التقريب (ص ٦٨٩) ترجمة رقم: (٨٤٦٣): «كأنه تميم الذي روى عن قتادة، وهو مجهول»، وإبهام اسم الصحابي لا يَضُرُّ، كما سبق بيان ذلك غير مرة. (٣) في النسخة الخطية: «الغرور» براءين بينهما الواو، وهو تحريف، والمثبت على الصواب من بيان الوهم والإيهام (٣/ ٨٦)، وهو الموافق لما في سنن أبي داود. (٤) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٢/ ٨٦). (٥) القاسم: هو ابن عبد الرحمن الشامي، أبو عبد الرحمن الدمشقي، صاحب أبي أمامة ﵁، وثقه جمع من الأئمة كما سلف بيان ذلك في التعليق على الحديث رقم: (٩٥١).