وإنما كُتِبَ به إلى مولاه، فلعله رآه في الكتاب، وقد نَبَّه عليه الدارقطني (١).
ونص ما عند مسلم فيه: حَدَّثنا (٢) ابن رافع، حَدَّثنا عبد الرزاق، حَدَّثنا ابن جريج، أنبأنا موسى بن عُقبة، عن أبي النَّضْرِ - هو سالم مولى عمر بن عُبيد الله -، عن كتاب رجل من أسلم، من أصحاب النبي ﵇، يُقال له ابن أبي أَوْفَى، فَكَتَبَ إلى عمر بن عُبيد الله حين سار إلى الحَرُوريَّةِ، يُخبِرُه أنّ رسول الله ﷺ قال في بعض أيامه، … الحديث.
وفي كتاب البخاري (٣)، من رواية معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق
(١) في كتابه التتبع (١/ ٣٠٤ - ٣٠٥) الحديث رقم: (١٥٢)، فقال: «وأخرجنا جميعًا حديث موسى بن عقبة، عن أبي النضر مولى عمر، قال: كتب إليه ابن أبي أوفى، فقرأته: أنّ النبي ﷺ قال: لا تمنوا لقاء العدوّ … » فذكره، ثم قال: «وهو صحيح حجة في جواز الإجازة والمكاتبة، لأن أبا النضر لم يسمع من ابن أبي أوفى، وإنما رآه في كتابه، وبالله التوفيق». عقب على ذلك الحافظ ابن حجر في مقدّمة فتح الباري (١/ ٣٦١) بقوله: «قلت: فلا علّة فيه، لكنه ينبني عن أنّ شَرْطَ المُكاتبة: هل هو من المكاتب إلى المكتوب إليه فقط، أم لكل مَنْ عَرَفَ الخط أن يروي به، وإن لم يكن مقصودًا بالكتابة؟ الأوّلُ هو المتبادر إلى الفهم من المصطلح، وأما الثاني فهو عندهم من صور الوجادة، لكن يمكن أن يُقال هنا: إن رواية أبي النضر هنا تكون عن مولاه عمر بن عبيد الله، عن كتاب ابن أبي أوفى إليه، ويكون أخذه لذلك عن مولاهُ عَرْضًا، لأنّه قرأه عليه، لأنّه كان كاتِبَه، فتصير - والحالة هذه - من الرواية بالمكاتبة، كما قال الدارقطني، والله أعلم». (٢) كذا في النسخة الخطية: «حدثنا»، وفي مطبوع بيان الوهم والإيهام (٢/ ٥٤٠): «نبأني»، وفي صحيح مسلم «حدثني». (٣) أخرجه البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب الجنة تحت بارقة السيوف (٤/ ٢٢) رقم: (٢٨١٨) وباب الصبر عند القتال (٤/ ٢٥) رقم: (٢٨٣٣)، بالإسناد المذكور إلى سالم أبي النَّضْرِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى كَتَبَ فَقَرَأْتُهُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «إِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا». والحديث أخرجه أيضًا مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب كراهة تمني لقاء العدو، والأمر بالصبر عند اللقاء (٣/ ١٣٦٢) رقم: (١٧٤٢)، من طريق ابن جريج، أخبرني موسى بن عقبة به. وللحديث شاهد، من حديث أبي هريرة ﵁، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قال: «لَا تَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا»، أخرجه البخاري تعليقا، كتاب الجهاد والسير، باب لا تتمنوا لقاء العدو (٤/ ٦٣) رقم: (٣٠٢٦)، فقال: قال أبو عامر: حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة به. ووصله مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب كراهة =