منار الإسلام بترتيب كتاب الوهم والإيهام

٩ - كتاب الجهاد - ٤ - باب حفر الخندق والتحصين، وخبر الصحابة، وأي يوم سافر، والطيرة، وجمع الأزواد إذا قلت - ج: 3 - ص: 385

وذكره أبو أحمد بحديثه هذا، وبحديثه الآخر:

١٦٣٤ - (١) «اللهم بارك لأمتي في بكورها» (٢)، وقال عن الحسين بن حريث، سمعت أوسا بعد ذلك يحدث بحديث بريدة هذا؛ يعني: قصة إسلامه، عن أخيه سهل بن عبد الله بن بريدة، عن أبيه عبد الله، فأعدت ذلك عليه، فقلت له: من حدثك؟ قال: حدثني أخي سهل (٣).

أورد هذا كالطعن عليه، فيما رواه أولا من ذلك عن الحسين بن واقد، ولو كان ثقة لم يبعد أن يحدث به عن رجلين وأكثر، ولكنه لضعفه (٤) لا يوثق بقوله: إنه عن سهل، ولا بقوله: إنه عن الحسين.

وقد زعم أبو حاتم [الرازي] (٥) أنه سأل عنه المراوزة؟ فعرفوه، وقالوا: إنه تقادم موته.

١٦٣٥ - وذكر (٦) من طريق أبي داود (٧)، عن ابن مسعود، أن رسول الله ﷺ

---

(١) بيان الوهم والإيهام (٤/ ٤٠٩) الحديث رقم: (١٩٨٥)، وذكره في (٣/ ٤٨٨) الحديث رقم: (١٢٥٧)، وهو في الأحكام الوسطى (٣/ ٢٩).
(٢) سلف الحديث بتمامه مع تخريجه والكلام عليه قريبا برقم: (١٦٣١).
(٣) الكامل في ضعفاء الرجال (٢/ ١٠٦) ترجمة أوس بن عبد الله بن بريدة، برقم: (٢٢٤).
(٤) في مطبوع بيان الوهم والإيهام (٤/ ٤١٠): «ولكن بضعفه»، والمثبت من النسخة الخطية هو الأظهر في هذا السياق.
(٥) في النسخة الخطية وفي أصل بيان الوهم والإيهام فيما ذكر محققه (٤/ ٤١٠): «البستي»، وهو خطأ، فقد قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٢/ ٢٠٦) ترجمة رقم: (١١٤٠): «سمعت أبي يقول: سألت المراوزة عنه؟ فعرفوه، وقالوا: تقادم موته».
(٦) بيان الوهم والإيهام (٥/ ٣٧٢ - ٣٧٥) الحديث رقم: (٢٥٥٣)، وهو في الأحكام الوسطى (٣/ ٣٠).
(٧) سنن أبي داود، كتاب الطب، باب في الطيرة (٤/ ١٧) الحديث رقم: (٣٩١٠)، من طريق سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن عيسى بن عاصم (هو الأسدي)، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود، عن رسول الله ﷺ، قال؛ فذكره.
وأخرجه الترمذي في سننه، كتاب السير باب ما جاء في الطيرة (٤/ ١٦٠ - ١٦١) الحديث رقم: (١٦١٤)، وابن ماجه في سننه كتاب الطب، باب من كان يعجبه الفأل ويكره الطيرة (٢/ ١١٧٠) الحديث رقم: (٣٥٣٨)، والإمام أحمد في مسنده (٦/ ٢١٣) الحديث رقم: (٣٦٨٧)، والبزار في مسنده (٥/ ٢٣٠) الحديث رقم: (١٨٤٠)، جميعهم من طريق سفيان الثوري، به.
وهو حديث صحيح، رجال إسناده ثقات كما في مصادر ترجمتهم.